اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 28
وكان الشيخ المفيد (أبو
عبد الله ، محمد بن محمد بن النعمان 338 هـ ـ 413 هـ) تلميذاً لإبن الجنيد . قال
النجاشي عن ابن الجنيد "وجه في أصحابنا ، ثقة جليل القدر ، وله كتاب ... كتاب
كشف التمويه والإلباس على إغمار الشيعة في أمر القياس"[15] . وكان الشيخ المفيد حَسَنَ
الظنٍّ بالعُمَاني وابن الجنيد ، فتابع طريقتهما ، ومنه تَسَرَّى ذلك إلى طلابه
الذين تخرجوا عليه كالسيد المرتضى . ومن أعلام هذه الفترة أبو منصور
الصرام النيشابوري المتكلّم المشهور صاحب كتاب بـيان الدين في الأصول ، وله كتاب في إبطال
القياس ، ذكره الشيخ في الفهرست والسيد الصدر في التأسيس 312 . ومنهم محمد بن
أحمد بن داوود بن عليّ (ت 361 هـ) ، قال عنه النجاشي "شيخ هذه الطائفة
وعالمها وشيخ القميين في وقته ... صنّف كتباً ... كتاب الحديثين ، وهو مبحث
التعارض في الأصول" . ومنهم الشيخ المفيد (ت 413 هـ) محمد بن محمد بن
النعمان ، قال عنه النجاشي "شيخنا وأستاذنا رضي الله عنه ، فضلُه أشهرُ مِن
أن يُذكر ... له كتب ... كتاب أصول الفقه" ، قال عنه السيد حسن الصدر
"تامّ المباحث مع صغر حجمه ..." .
وانـتهت هذه المرحلة
بوفاة السيد
المرتضى سنة 436 هـ ق والذي قال عنه النجاشي "حاز من العلوم ما لم
يدانه فيه أحدٌ في زمانه ... صنّف كتباً منها ... كتاب الخلاف في أصول الفقه ...
كتاب الذريعة إلى أصول الشريعة" ، وقال عنه السيد الصدر "كان هذا الكتاب
(الذريعة) هو المرجع الوحيد في هذا العلم والذي يقرؤه الناس إلى زمان المحقّق نجم
الدين الحلّي ، فلمّا صَنَّف (المعارج) وكان كتابُه سهلَ العبارة والمأخذِ عكفت
الطلبةُ عليه" .
(المرحلة
الثالثة من سنة 436 ـ 1031 هـ ق)
بدأت المرحلة الثالثة من عصور علم الاُصول
حين استلم الشيخ الطوسي مرجعيّةَ الطائفة في سنة 436 هـ ، فكان له الفضلُ في تأسيس
هذا العلم بشكل مستـقلّ وجيّد في كتابه (عِدّة الاُصول) ، وإن كان واضعُ حجرِ
البناءِ الأوّلِ غيرَه ، وكان السببُ في بزوغ هذا العلم بذلك التطوّرِ زيادةَ تـفريع
الفروع في زمان الشيخ الطوسي وظهورَ قواعدَ كانوا يَرْجِعون إليها في تلك الفروع ،
وكان لا بدّ من تحقيق هذه القواعد في عِلْمٍ مستـقلّ لكثرة البحث فيها ، فجعلوها
في عِلْمٍ خاص أسمَوه (علم الاُصول) .