اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 27
والعموم وكتاباً في خبر الواحد
والعمل به[13] . وكان آخرُ درّة في
هذا العصر الفقيهَ
الشيخ الحسن بن علي بن أبي عقيل العُماني[14]
المعاصر للشيخ الكليني (توفّي 329 هـ) . وإبنُ أبي عقيل هو استاذ جعفر بن محمد بن
قولويه الذي هو أستاذ الشيخ المفيد ، فقد قال النجاشي في كتابه : "وسمعت شيخَنا
أبا عبد الله يُكْثِرُ الثـناءَ على هذا الرجل ، أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمد ومحمد بن محمد (أي الشيخ المفيد) عن
أبي القاسم جعفر بن محمد قال : كتب إلي الحسن بن علي بن أبي عقيل يجيز لي كتاب
المتمسك وسائر كتبه" (إنـتهى كلام النجاشي) .
وتُعتبَرُ هذه المرحلةُ المرحلةَ
التأسيسية
والتمهيدية
والأهمّ في مراحل علم أصول الفقه ، حيث الإعتمادُ كلّ الإعتماد في زمانـنا وفي كلّ
زمان على هذا العصر الأوّل .
ولا بأس بالإشارة هنا إلى شروع
العامّة أيضاً في هذا العصر بالتأليف في علم الأصول على يد قاضي القضاة أبي يوسف
يعقوب بن ابراهيم المتوفَّى سنة 182 هـ ، إذ كتب في أصول الفقه على وِفق مذهب
أستاذه أبي حنيفة ، ثم كتب في علم الأصول بعده محمدُ بنُ الحسن الشيـباني فقيه
العراق الذي مات هو الكسائي في يوم واحد في مدينة الريّ ، وكانا ملازمين للرشيد
لعنه الله في سفره إلى خراسان ، وكتب الشيـباني عدّةَ كتب في أصول الفقه ، أحدها
بإسم (أصول الفقه) والثاني بإسم (كتاب الإستحسان) والثالث بإسم (كتاب إجتهاد
الرأي) ، وتوفّي الشيـباني سنة 182 أو 189 هـ ، ثم كتب بعدهما الإمامُ الشافعي (محمد
بن إدريس) المتوفَّى سنة 204 هـ .
(المرحلة
الثانية من سنة 329 ـ 436 هـ ق)
ثم بدأ عِلْمُ الاُصول بالتبلور
عند الشيعة في بداية عصر الغَيـبة الكبرى (أي سنة 329 هـ) وذلك لحاجة العلماء
الشيعة إلى الإستـنباط في حالات فقدان النصوص ، حتى أخذ صورةَ العِلْم على يد
الفقيه الشيخ أبي علي محمد بن أحمد بن الجُنَيد الكاتب الإسكافي المتوفَّى في
مدينة الرَّيّ (جنوب طهران حالياً) سنة 381 هـ ق وهو أستاذ الشيخ المفيد ، وابنُ
الجنيد كان معاصراً للشيخ الصدوق ،
[13]
ذكره ابن النديم في الفهرست ، وقال عنه النجاشي "شيخنا المتكلّم المبرّز على
نظرائه قبل الثلاثمئة وبعدها ، له كتب كثيرة ..." .
[14]
ابنُ أبي عقيل هو من مشايخ جعفر بن محمد بن جعفر بن قولويه القمّي صاحب كتاب (كامل
الزيارات) الذي كان من أجلاّء أصحابنا وثقاتهم وفقهائهم ، وكان ابنُ قولويه
اُستاذَ الشيخ المفيد .
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 27