responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 255

المستحبّات ، ونعود ونقول هنا إنّ المنقادَ يستحقّ الثواب على الإنقياد ، كما يستحقّ الكريم عزّ وجلّ الشكر على نعمه كلّها ، وعلى إعطائه لنا قوّة لنستطيع بها على أداء شكره ..

ثم إنكّ تـفهم مِن روايات (مَن بَلَغ) أنّ المولى تعالى وعد عباده المنقادين بإعطائهم الثواب على أيّ عمل عملوه ممّا سمعوا عليه ثواباً مِن الله تعالى ، مَنّاً مِنْهُ وَجُوداً وكرماً .

1 ـ فقد روى في الكافي عن عَلِيّ بْن ابْرَاهِيمَ عَنْ أَبـيه عَنِ ابْنِ أبي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أبي عَبْدِ الله (ع) قَالَ : مَنْ سَمِعَ شَيْئاً مِنَ الثَّوَابِ عَلَى شَيْءٍ فَصَنَعَه كَانَ لَه وإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى مَا بَلَغَه صحيحة السند .

ـ ورواها الشيخ الصدوق في كتابه (ثواب الأعمال) عن أبـيه عن علي بنموسى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن هشام عن صفوان عن أبي عبد الله (ع) قال : من بلغه شيء من الثواب على شيء من الخير فعمل به كان له أجرذلك ، وإن كان رسول الله (ص) لم يقله ، والظاهر أنها نفس الرواية السابقة ، وأنّ هشاماً أخذها من صفوان .

2 ـ وروى في الكافي عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) يَقُولُ : مَنْ بَلَغَه ثَوَابٌ مِنَ الله عَلَى عَمَلٍ فَعَمِلَ ذَلِكَ الْعَمَلَ الْتِمَاسَ ذَلِكَ الثَّوَابِ أُوتِيَه وإِنْ لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ كَمَا بَلَغَه .

ـ وروى الصدوق في المحاسن عن أبـيه عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله (ع) قال : مَن بَلَغَهُ عن النبي (ص) شيءٌ مِنَ الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي (ص) كان له ذلك الثواب ، وإن كان النبي لم يَقُلْهُ [209] والظاهر أنها نفس الرواية السابقة .

ولا شكّ أنك ستستـفيد من هتين الروايتين إستحقاقَ الثواب ، لا إستحباب نفس الإنقياد ولا استحباب نفس العمل المنقاد به .

ثم إنه لو فرضنا أنّ شخصين دخلا إلى المسجد ليصلّيا ، فاختار كلّ واحد منهما صلاةً معيّنة غير صلاة الآخر ، فصلّيا ، وكانت كلّ صلاة من صلاتيهما متساوية مع الاُخرى من جميع الجهات ، كمّاً وكيفاً وخشوعاً ، فصادف الأوّلُ الواقعَ ـ أي كانت صلاته مشروعة ـ ولم يصادفه الآخرُ ، كان لكلٌّ منهما حقّ في أخذ نفس الثواب عقلاً ، لأنهما متساويان في الإنقياد والتصرّف ، وعدمُ مصادفةِ


[209] راجع الروايات في ئل 1 ب 18 من أبواب مقدّمة العبادات ص 59 ـ 61 .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست