responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 168

قِيْسَتْ مُحِقَ الدِّين [155] ، ورواها في يب بإسناده عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير ، ورواها في الفقيه بإسناده عن عبد الرحمن بن الحجّاج مثله ، وهي صحيحة السند .

قلتُ : هذه الرواية لا تـنافي العقلَ أصلاً ، ولسنا هنا في موضع بـيان كيف أنها لا تـنافي العقل ، لأنـنا لا نعرف كلّ ملاكات الأحكام ، لكن علينا أن نـنظر إلى مرتبة المرأة من حيث هي امرأة ومن حيث فطرتها وتكوينها الخُلُقي والعاطفي ومع غَضِّ النظرِ عن إيمانها أو إيمان الرجل أو كفرهما ، فنقول :

نَظْرَةٌ إلى مرتبة المرأة في الإسلام

ما أوَدُّ التوصّلَ إليه في هذه الكلمة هو أنه يجب أن تكون ديّةُ الرجل أكثر من دية المرأة لأنه الأصل في هذه الحياة الدنيا وهو الأساس في الخلق ، وآدم هو المنظور إليه أوّلاً في الخلق ، وإنّ الرجل يشعر أنّ المرأةَ خُلِقَتْ لتـتميم شؤون حياته ، فهي خُلِقَتْ له ، لا أنه هو الذي خُلِقَ لها ، ولذلك كان نظرُ المرأةِ إلى الرجل ، تـتـزيّن له وتـتدلّل ، ولذلك كان البـيتُ هو الموطن الأساسي للمرأة ، تـنجِبُ الأطفال وتربـيهم وتـنظّم أمور البـيت ... وأمّا الرجل فنظَرُه إلى الأرض والتراب ، وهذا أمر وجداني يشعر به الناس ، على أنـنا نرى بوجدانـنا أنّ الرجل أقرب إلى العقل من المرأة ، والمرأة أقرب إلى العاطفة من الرجل ، لذلك كان [الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍوَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، فَالصَّالِحَاتُ قَانـتاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيـب بِمَا حَفِظَ اللهُ ، وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِوَاضْرِبُوهُنَّ ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبـيلاً ، إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِياًّ كَبـيراً (34)] [156]، وكأنّ عالَمَ الرجُلِ هو تطويرُ هذه الدنيا ـ ولو كانت المرأةُ مع غيرها تـقدِّمُ الرجالَ للعالَم ـ ، لكلّ هذا كان لا بدّ أن تكون قيمته كرجل ـ مع غضّ النظر عن إيمانهما وقِيَمِهما الإنسانية ـ أغلَى من قيمة المرأة ، نعم لعلّ الأليق للمرأة ومجاملةً لها أن تساويه في الديّات البسيطة إلى حدّ معين ، لكن إذا وصلت إلى هذا الحدّ الخطير فيجب أن تعود إلى نصف ديّة الرجل ، وإنك إنْ تلاحظُ الآياتِ والروايات تجدْ أكمليّةَ الرجل من المرأة عموماً ـ أي إجمالاً ومع غضّ النظر عن كلّ رجل رجل ـ ، بمعنى أنك تلاحظ أقربـيتَه إلى الحقّ والعقلِ من المرأة التي تـتأثر بعاطفتها وحنانها ورأفتها أكثر من الرجل ، ولذلك كانت المرأةُ لا تـقبل شهادتها في أمور كثيرة ولا يقبل


[155] ئل 19 ب 44 من أبواب ديات الأعضاء ح 1 ص 268 .

[156] سورة النساء .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست