responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 167

[وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبين لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْوَلَعَلَّهُمْ يَتَـفَكَّرُونَ (44)] [153] ، وقال [وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أنت مُنذِرٌوَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)] [154] .

ومن هنا كانت السيرة العقلائيّة التي نعلم برضا المعصومين عنها حجّةً ، ولذلك أيضاً كانت سيرة المتشرّعة الناشئة من أفعال المعصومين ورضاهم حجّةً ، وهذا يعني أنه ليست نفس هتين السيرتين هما الحجّة ، وإنما الحجّة هي رضا المعصومين (ع) ، وليست هاتان السيرتان إلاّ كاشفتَين عن رضا المعصومين .

 

الفرقُ بين سيرة المـتـشرّعة وسيرة العقلاء وسيرة العرف

سيرةُ العقلاء هي السيرة الناتجة من عقل العقلاء ، وليست من عرف الناس ، فقد يوجدُ قومٌ تعارفوا على شرب الخمر أو على الفواحش ، فهذه ليست سيرة عقلاء ، وإنما هي سيرة بعض الناس ، وليس هذا هو مقصود العلماء من سيرة العقلاء . ولذلك كانت سيرة العقلاء حجّة دائماً ، لأنّ الشرع لا يخالف العقل مطلقاً ولا في حالة واحدة .

فإن قلتَ : كيف لا يخالف الشرعُ العقلَ ولا في مورد واحد وقد وردنا في كتاب الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبـيه ، وعن محمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعاً عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجّاج (ثقة ثقة ثبت وجه) عن أبان بن تغلب (ثقة فقيه جليل القدر عظيم الشأن في أصحابنا) قال قلت لأبي عبد الله (ع) : ما تـقول في رجل قَطَعَ إصبعاً من أصابع المرأة ، كم فيها ؟ قال : عشَرةٌ من الإبل ، قلت : قطع اثـنـتين ؟ قال : عشرون ، قلت : قطع ثلاثاً ؟ قال : ثلاثون ، قلت : قطع أربعاً ؟ قال : عشرون ، قلت : سبحان الله !! يقطع ثلاثاً فيكون عليه ثلاثون ، ويقطع أربعاً فيكون عليه عشرون ؟! إنّ هذا كان يـبلغُنا ونحن بالعراق فنبرأ ممّن قاله ونقول : الذي جاء به شيطان ، فقال : مَهْلاً يا أبان ، هذا حكمُ رسولِ الله (ص) ، إنّ المرأة تُعاقِلُ الرجلَ إلى ثلث الدية ، فإذا بلغت الثلث رجَعَتْ إلى النصف ، يا أبان اِنّك أخذتـني بالقياس ! والسُّـنَّةُ إذا


[153] سورة النحل .

[154] سورة الرعد .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست