responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 156

فهُما ـ في الأمثلة المذكورة ـ يؤدّيان نفسَ النـتيجة . نعم ، إستعمالُ كلمة (حتى)[129] قد تكون واضحةً في أداء معنى دخول الغاية فيما قبلها ، ففي قول الله تعالى السابق ـ مثلاً ـ [وَابْتَلُوا اليَتَامَى ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ] يعني : لا تعطوهم أموالَهم حتى تعلموا دخولَهم في سنّ النكاح وتعلموا دخولَهم في مرحلة الرشد ، وهو يقتضي لزومَ تحصيلِ العِلمِ بـبلوغ مرحلة النكاح ومرحلة الرشد .

وقد لا تفيد كلمةُ (حتى) معنى دخول الغاية فيما قبلها ، كما في كلّ شيء فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبداً حتى تعرف الحرامَ منه بعينه فـتـدعه ، ومثلها موثّقة عمّار كلّ شيء نظيف حتى تعلم أنه قذر ، فإذا علمت فقد قذر ، وما لم تعلم فليس عليك وذلك لأنه لا معنى لبقاء الحكم الظاهري مع معرفة الحكم الواقعي .

المهم هو أنّ هذا الموضوع لا ينفعنا فيما نحن فيه لأنّ كلامَنا هنا هو في المفاهيم ، وهذه الفائدةُ المذكورة في آية [ وَابْتَلُوا اليَتَامَى ] لا تؤثّرُ فيما نحن بصدده ، لأنّ بلوغ مرحلة (النكاح والرشد) يحصل في لحظةٍ واحدة ، وكذا الكلامُ في الطهر من الحيض ، فإنه يحصل في لحظة واحدة ، وكذا تبين طلوعِ الفجر ، وحصولُ الإفتراق من مجلس البـيع . وبتعبـير آخر : لا فرق فيما نحن فيه ـ مِن بحْثِ المفاهيم ـ بين ما لو قلنا نفسَ ما ذكَرَتْه الآيةُ وبين أن نقول لا تعطوا اليتامى أموالَهم إلى بلوغهم سنّ النكاح ومرحلة الرشد ... لأنّ كلامنا إنما هو في فهْمِ توقّفِ طبـيعي عدم جواز إعطائهم أموالَهم على علّة منحصرة ـ مع غضّ النظر عن كون الغاية هي عدمُ بلوغِهم النكاح والرشد أو عدمُ عِلمِنا بـبلوغهم مرحلةَ النكاح والرشد ـ .

* * * * *

مفهوم العدد الخاص

إختلف الأصوليّون في حجّيّة مفهوم العدد ، ومثاله ما وَرَدَ في التهذيـب عن محمد بن يعقوب (وعن الكافي) عن علي بن ابراهيم عن أبـيه عن اسماعيل بن مرار عن يونس عنهم iقالوا :


[129] لا شكّ أنك لاحظتَ مِن خلال جميع الأمثلة السابقة أنّ كلامنا إنما هو في (حتى) الجارّة دون (حتّى) العاطفة التي هي من قبـيل (أكلتُ السمكةَ كلَّها حتى رأسَها) أي حتى رأسَها أكلتُهُ ، أي حتى الجزءَ الغيرَ متوقّع أكلتُه ، و (مات الناسُ حتى الأنبـياءُ) أي حتى الأنبـياءُ ماتوا ، أي حتى أقربُ الخلقِ إلى الله وأشرفُهم ماتوا ، ومِثْلُهما (مات كلّ أبٍ حتى آدمُ) أي حتى آدمُ ماتَ ...

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست