اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 115
سيكون ، ذلك لأنّ الطفل حينما
يولد لا يكون فاجراً كفّاراً ، وإنما يولد على فطرة التوحيد ، وكذا المراد من قوله
تعالى [أعصِرُ خمراً] أي أعصر عنباً سيؤول إلى الخمر ، ومثلُها قولُك (زيدٌ زانٍ) فإنّ
وصْفك له بالزنا إنما هو بلحاظ الزمان الماضي ، وذلك لأنّ قرائن الحال تـفيد أنك تـتكلّم
عنه بلحاظ الماضي ، وكذا مرادُك من (مات عَمْرو الفاسقُ والقاضي والغنيّ والمترَف)
فإنّ وصفك إياه بهذه الأوصاف إنما هو بلحاظ الماضي ، وأمّا الآن ـ في عالم البرزخ
ـ فهو مقضيّ عليه وليس قاضياً هناك ، وفقيرٌ وليس متْرَفاً ...
أمّا في غير الحالات المقرونة
بالقرائن ـ كما لو قال لك شخصٌ (زيدٌ قاضي) و (فلانة زوجة فلان) ـ فإنك تـفهم منها
أنه قاضي الآن ، وأنّ فلانة زوجةُ فلان الآن ، ولا يَفهم الناسُ أنه كان قاضياً
ولعلّه الآن ليس قاضياً ، وأنّ فلانة كانت زوجة فلان ولعلّها الآن ليست زوجتَه ،
ويمكن أن يكون السبب في حصول هذا التبادر نحو التلبّس الفعلي بالصفة وهو وجود نسبة
إخباريّة بين المبتدأ والخبر ، مع عدم وجود قرينة صارفة عن التلبّس الفعلي ، ولذلك
ترى العرف إذا أرادوا أن يخبروا عن الحالة السابقة يوضّحون بكلمة (كان قاضياً) و (كانت
فلانة زوجةَ فلان) وذلك لئلاّ ينصرف الذهنُ إلى التلبّس الفعلي .
وهناك كلمات فيها نحو إجمال ،
فقد روى في الكافي عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن
عاصم بن حميد (ثقة عين ، ط 5 : ق ) عن أبي عبد الله tقال : قال رجل لعلي بن
الحسين o:
أين يتوضأ الغرباء ؟ قال : يتـقي شطوط الأنهار ، والطرق النافذة ، وتحت الأشجار المثمرة ، ومواضعَ اللعن ، فقيل له : وأين مواضِعُ
اللعْنِ ؟ قال : أبواب
الدور [70]صحيحة السند . فتردّد بعض الناس في
المراد من
الأشجار
المثمرة [71]هل أنّ المراد هي المثمرة فعلاً ـ
أي التي تحمل الثمار ـ أم التي من شأنها الإثمار ؟ فأقول : لا شكّ في إجمال المعنى
المراد ، فمع الشكّ هل الأصلُ يقتضي العملَ بالبراءة في الشجرة التي لا تحمل ثمراً
فعلاً ؟ أم أنّ الأصل هو
[71]
كلامُنا هنا هو بلحاظ هذه الرواية فقط ، وإلاّ فقد استـفاضت الروايات بأنّ المراد
هو الشجرة التي تحمل ثمراً فعلاً ، وبنصّ بعض الروايات أنه نهى رسول الله (ص) أن يُتغوّط
تحت شجرة فيها ثمرتها ، وفي بعضها .. فيها ثمرُها ، وفي بعضها : .. تحت شجرة أو
نخلة قد أثمرت لمكان الملائكة الموكلين بها ، قال : ولذلك يكون الشجرة والنخل اُنْساً
إذا كان فيه حَمْلُه لأن الملائكة تحضره ، وفي بعضها : وكَرِهَ أن يُحْدِثَ الرجلُ
تحت شجرة مثمرةٍ قد أينعت ، أو نخلة قد أينعت ، يعني أثمرت ... راجع نفسَ المصدر
السابق .
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 115