اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 116
الإحتياط الذي يقتضي الإجتـناب ؟ الجواب : لا شكّ في جريان
البراءة في هكذا حالة ، لأنه شكّ في أصل وجود نهْيٍ عن التخلّي تحت الأشجار الغير
حاملة للثمار فِعْلاً .
* نعم ، حصل كلام طويل وعريض في
معنى [الظالمين] من قوله تعالى [ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ
فَأَتَمَّهُنَّ ، قَالَ : إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ، قَالَ : وَمِن
ذُرِّيَّتِي ؟ قَالَ : لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)] [72] فتساءل بعضُ الناس : هل
المتلبّسُ بالظلم ـ ولو دقيقةً واحدةً في حياته ـ لا يناله عهدُ الله ، كالمرجعيّة
مثلاً ـ إنِ اعتبرناها مِن عهْدِ الله جلّ وعلا ـ ؟ هنا وقع البحث بـينهم على
صعيدين : صعيد معنى نفس الكلمة ، وصعيد علم الكلام . أمّا على صعيد علم الكلام فلن
نـتعرّض إليه ، وذلك لوضوح أنّ الذين غَصَبوا الخلافةَ لم يتوبوا إلى الله ويُرجِعوا
الحقَّ إلى صاحبه ، فلا محلّ لهذا البحث بلحاظهم ، وأمّا على صعيد نفس الكلمة فإن
تاب الإنسانُ تاب الله عليه ، ولا يطلَقُ حينـئذٍ عليه أنه فِعْلاً ظالم ، خاصةً
لو فرضنا أنه صار وليَّ اللهِ ، وقد قلنا قبل قليل إنّ المشتـقات ظاهرةٌ في
التلبّس الفعلي بالصفة ، وهذا الآن وليُّ الله ، إذن لا مانع من أن ينالَه عهدُ
اللهِ جلّ وعلا .
* * * * *
[ تحديد دلالات الدليل الشرعي ]
تحديد دَلالات الدليل الشرعي اللفظي
الأمْـر
والـنَّـهـي
ينقسم ما يدلّ على الطلب
إلى قسمين :
الأوّل : ما يدلّ على
الطلب بلا عناية ، والآخر : يدلّ على الطلب بعناية
أمّا الأوّل فله صيغتان
: الأولى مادَّةُ الأمر ، والثانية هيأتُها .