responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 105

قطعاً ، لأنه قائمٌ بطرفَيه ، فكيف إذن يمكنُ تصوّرُ المعنى الكلّي العامّ للحرف كي يضعَ له الواضعُ حرفاً ؟!

والـتحـقيق هو أنّ الذهنَ واسعُ التخيّل ، فهو يمكن له أن يتصوّرَ المعنى الربْطي العام للظرفيّة من خلال تصوّرِ جملةٍ أو جملتين ، فيضع الواضعُ لهذا المعنى الكلّي العامّ حرفاً ما ، فمثلاً : أنت يمكن لك أن تـتـصوّر المعنى الجامع بين معاني (في) في قولك (زيد في البـيت) و (الكتاب في الغرفة) و (النار في الموقد) ، فأنت تـتـصوّر أنّ المعنى الربطي النسبـي للظرفيّة موجود في كلّ جملة من هذه الجمل ، فيقول الواضعُ : "مع غَضّ النظر عن هذه الأطراف وضعتُ حرفَ (في) للمعنى الجامع الربطي الظرفي كما في هكذا حالات" ، وهذا التصوّر للجامع يعرفه كلّ خبـير في العالَم .

وهكذا نخرج بنـتيجةٍ واضحة وهي أنّ الوضع في الحروف عامٌّ والمعنى الذي وضعوا له الحرفَ عامٌّ ، وهذا قـصْدُهم مِن قولهم "الوضع عام والموضوع له عام" ، وإلى هذا ذهب صاحبُ الكفاية ، وأمّا وضْعُ إسمِ (زيد) على المولود الجديد فهو وضْعٌ خاصّ شخصي وليس وضْعاً نوعيّاً .

وبعد هذا لا داعي للتوسعة في بحث (الوضْع) أكثر ممّا ذكرنا ، كأن نقول مثلاً : هناك وَضْعٌ آخر للكلمات مثل معلّم للمفرد ومعلّمان للتـثـنية ومعلّمون للجمع ... ووضع علامة الرفع للفاعل والنصب للمفعول به ... وحذف حرف العلّة في حالة الأمر ... فهذا لا يفيدنا في الإستـنباط أصلاً .

* * * * *

المسألة الثالثة: هيآت الأفعال والأسماء المشـتـقة والجمل

عرفتَ ممّا سبق بأنّ هيآت الأفعال ـ كهيآت أَكَلَ ، يأكُلُ ، كُلْ ـ وهيآتِ الأسماء المشتـقة من المصادر ـ كـ قائم ومأكول المشتـقتين من القيام والأكْل ـ وهيآت الجمل ـ كهيأة الجملة الخبَريّة وهيأة الجملة الشرطيّة ـ هي حروف بلا شكّ لأنها تـفيد معنى ذهني يربطُ بين المعاني الإسميّة ، ففي قولك "البقرةُ آكلةٌ" مثلاً ، تـفيد هيأةُ "آكِلةٌ" نسبة قيام الأكْلِ بهذا الفاعل بمعنى صدور الأكل من الفاعل ، وهذا بخلاف قولك "البقرةُ مأكولة" فإنّ "مأكولة" تـفيد وقوع الأكل عليها . ثم هيأة "البقرة آكلةٌ" تـفيد نسبة الأكل إلى البقرة بمعنى صدور الأكل منها ، أمّا هيأة "البقرةُ مأكولةٌ" فهي تـفيد وقوع الأكل عليها ، فمفاد الهيأة إذَنْ يَربط بين صورة البقرة الموجودة في ذهنك وبين مفهوم صدور الأكل منها أو وقوع الأكل عليها ، وهكذا جملة "التـفاحةُ مأكولة" فإنّ هيأةَ "مأكولة" تـفيد وقوعَ الأكْلِ على الشيء ، وأمّا هيأة "التـفاحةُ مأكولة" فإنها تـفيد ربط صورة التـفاحة الموجودة في ذهنك بوقوع الأكل عليها ... وهكذا

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست