responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 106

تماماً هيأةُ "الوضوء" في قول الإمامِ "الوضوءُ على الوضوء نُورٌ على نور" فإنها تـفيد معنى نـتيجة التوضّي ، وهي هنا تـفيد الربطَ بين الشخص وبين وقوع نـتيجة التوضّي ـ لا نفس التوضّي ـ عليه ، وهكذا هيأة "التوضّي" ـ في قولك "هذا التوضّي جميل" ـ فإنها تـفيد معنى فِعْلِ الوضوءِ من حيث هو فِعْلٌ أي بلحاظ أجزائه وشرائطه ، فتـقول أفعالُك في هذا التوضّي وأداؤك له وفِعْلُ المستحبّاتِ فيه جميل ، وهيأةُ "التوضّي" يربط بين الشخص المتوضّئ وبين أفعاله ، وقلنا "بين الشخص المتوضّئ" لأنّ التوضّي لا يقوم بنفسه . المهم هو أنّ هناك فرقاً بين قولك (البقرة) ـ مثلاً ـ وقولِك (آكِلَةٌ) و (مأكولة) فـ (البقرة) لا تـتغيّر هيأتها البنيويّة من جملة إلى جملة ، وأمّا قولك (آكِلٌ) و (مأكول) فإنّ هذه الألفاظَ تـتغيّر بُنْيَتُها بحسب النسبة الموجودة في ذهن المتكلّم .

* * * * *

المسألة الرابعة : الحقيقة الشرعيّة

جرى الكلامُ في بعض الألفاظ التي جاءت في القرآن الكريم وعلى لسان رسول الله wمثلَ كلمات (نجاسة) و (قُرء) ، فقالوا هل قولُ اللهِ تعالى [نَجَسٌ] ـ في قوله [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ،وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28)] [58] ـ المرادُ منه النَّجَسُ المادّي ـ وهو المتبادَر إليه في زمانـنا ـ أم المراد منه المعنى اللغوي أي المعنى الجاهلي الذي هو النجس المعنوي الذي كان معروفاً عند أهل الجاهليّة ؟ لا شكّ أنّ أهل الجاهليّة ـ بحسب روايات مستـفيضة ـ كانوا يستعملون كلمة (نَجَس) في النجاسة المعنويّة ، فقد روى المحدّث المجلسي في البحار قولَه w إذا دخلتم في الصيام فطهّروا نفوسَكم من كلّ دنس ونجَس ... وقوله w إنّ الله خلقني وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين مِن قَبْلِ أن يَخلق الدنيا ... ولا يصيـبنا نجَسُ الشركِ ولا سفاحُ الكفر ... وقوله (ص) إنه لا أحد مِن محبـي عليّ tنظّفَ قلبَه من قذر الغش والدغل والغلّ ونجاسة الذنوب إلاّ لكان أطهرَ وأفضل من الملائكة وقوله w فأزِلْ نجاسةَ ذنوبِك بالتضرّع والخشوع والتهجّد والإستغفار بالأسحار وغيرها . لكنْ عند نزول هذه الآية القرآنية الكريمة ـ التي هي السنة التاسعة للهجرة ـ هل كانت لفظة [نَجَس] قد انـتـقلت إلى المعنى الشرعي الماديّ أم لا ـ بَعد عِلْمِنا بعدم هجران معناها الجاهلي اللغوي ـ ؟ لا شكّ أنها كانت منـتـقلةً


[58] سورة التوبة .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست