فاشكل عليهم: بأنّ المقسم فيها عين القسم الثالث؛ أي الماهيّة لا بشرط شيء [2]، فأطالوا الكلام و النقض و الإبرام لدفع الإشكال و تحصيل الفرق بينهما [3].
و الذي يساعد عليه النظر الدقيق: أنّ تلك الأقسام ليست لنفس الماهيّة، بل هي أقسام للحاظها على أنحاء، فقد تلحظ بشرط شيء، و قد تلحظ بشرط لا، و قد تلحظ لا بشرط شيء، فأصل اللحاظ مَقْسمٌ- و هو غير أقسامه- و ليست الأقسام للماهيّة حتّى يرد الإشكال. و ليست الماهيّة اللابشرط على قسمين:
مقسمي و قسمي، و كلّ مَنْ تصدّى لتقسيم الماهيّة قسَّمها بلحاظ هذه الاعتبارات، و إن غفل عن كون التقسيم للاعتبار و اللحاظ لا لنفسها.
بل لا يمكن أن يكون التقسيم لنفسها؛ فإنّ الماهيّة المجرّدة- أي التي بشرط لا- لا حقيقة لها أصلًا بحسب الواقع، لا في الخارج و لا في الذهن، فكيف تكون من أقسامها؟!