responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لمحات الأصول المؤلف : بروجردى، حسين    الجزء : 1  صفحة : 13

جامعة لشتاتها، و حافظة لمتفرّقاتها، و تلك الخصوصيّة ثابتة في حدّ ذاتها مع قطع النظر عن الأغراض؛ فإنّ الأغراض جهات طارئة خارجة عن ذوات المسائل، و لا تكاد تكون مميّزة للعلوم؛ لأنّ المميّز لا بدّ و أن يكون من الخصوصيّات الثابتة لذوات المسائل؛ إذ الغرض الأوّل من الفلسفة و إن كان العلم بموجوديّة الأشياء، و العلم هو التصديق، إلّا أنّ العلم كيف يمكن أن يكون الجهة المميّزة للفلسفة عن غيرها من العلوم؛ بحيث يكون جامعاً لمسائلها، و مانعاً عن غيرها؟! فإنّ العلوم كلّها ممّا يتعلّق هذا الغرض بها، و تكون مسائل جميع الفنون واجدة لتلك الخصوصيّة من حيث تعلّق الغرض بها.

نعم، الأغراض إنّما تكون متفرّعة على تلك الخصوصيّات الذاتيّة الثابتة لجميع المسائل في المرتبة الثانية، و هذا ممّا لا ينكر البتّة؛ فإنّ الغرض من تدوين النحو مثلًا؛ هو العلم بكيفيّة أواخر الكلمة، و من المعلوم أنّ هذا الغرض لا يتعلّق إلّا بعد ما كانت لمسائل النحو خصوصيّة ذاتيّة؛ هي كيفيّة أواخر الكلمة. هذا كلّه إذا كان المراد من «الغرض» الأوّلي.

و أمّا إذا كان المراد الأغراض الثانوية، كتحصيل نفع أو مصلحة من المسائل الشخصيّة أو النوعيّة، مثل التقرّب إلى اللَّه تعالى‌، أو غير ذلك، فهي ممّا تختلف باختلاف الأشخاص، فكيف يحصل بها مميّز كلّي في العلوم؟!

فانقدح بذلك: أنّ موضوع العلم هو الحيثيّة المشتركة الجامعة التي تشترك فيها المسائل بأجمعها، و عين هذه الحيثيّة هي الجهة المميّزة بين العلوم.

هذا بالنسبة إلى‌ موضوعات العلوم.

حول تمايز المسائل‌

و أمّا امتياز نفس المسائل بعضها عن بعض، فهو أيضاً بنفس ذوات المسائل؛

اسم الکتاب : لمحات الأصول المؤلف : بروجردى، حسين    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست