فلو تکلّم شخص بالآیة لا بقصد القرآنیة لا یجب السجود بسماعه، و کذا لو سمعها ممّن قرأها حال النوم، أو سمعها من صبی غیر ممیِّز، بل و کذا لو سمعها من صندوق حبس الصوت، و إن کان الأحوط السجود فی الجمیع. ______________________________ و لیس من القرآن فی شیء، و حیث إنّ الموضوع فی وجوب السجدة قراءة القرآن أو سماعها المتقوّمة بالقصد المزبور فلا وجوب مع فقد القصد، و یترتّب علیه عدم الوجوب لو سمعها ممّن قرأها حال النوم، أو من صبی غیر ممیِّز أو من حیوان کالطوطی، أو من صندوق حبس الصوت. أمّا صندوق حبس الصوت و آلة التسجیل، فلوضوح أنّ الصوت الخارج منه لیس هو عین الصوت السابق و قد کان مضبوطاً محبوساً فیه، و إنّما هو صوت جدید مماثل له ناشٍ من اصطکاک جسم بجسم علی نهج معیّن و کیفیة خاصّة و واضح أنّه فاقد للقصد لعدم صدوره من شاعر قاصد، فلا یصدق علیه قراءة القرآن. و کذا الحال فیما یصدر عن الصبی و الحیوان فإنّه مجرّد لقلقة اللِّسان من غیر قصد إلی العنوان بوجه. و أمّا النائم فهو أیضاً عار عن القصد، للزوم سبقه بالالتفات المنفی حال النوم، و لذا قد یعتذر عمّا صدر منه فی تلک الحال بعدم القصد و الالتفات. نعم لا یخلو هو عن نوع من القصد المناسب لعالم النوم إلّا أنّه أجنبی عن القصد الموضوع للأحکام بلا کلام، و کذا الحال فی المجنون إذا کان بمثابة لا تصدر عنه القراءة عن قصد و التفات. و أمّا حکم الاذاعات، فان کان المذیع شخصاً یقرأ القرآن فعلًا فلا ینبغی الشک فی وجوب السجود عند سماع الآیة کما فی السماع من حاضر، إذ لا فرق بین القریب و البعید فی ذلک، فهو نظیر السماع من شخص آخر بواسطة التلیفون