اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 313
أنه لا منشأ لتوهم توقف أحد الضدين على عدم الاخر الا توهم مانعية الضد كما اشرنا اليه و صلوحه لها ) أى صلوح الضد للمانعية .
قول صاحب الكفاية ( ان قلت : التمانع بين الضدين كالنار على
المنار بل كالشمس فى رابعة النهار , و كذا عدم المانع مما يتوقف عليه مما
لا يقبل الانكار فليس ما ذكر الا شبهة فى مقابل البديهة . (
قول المصنف ( قلت : التمانع بمعنى التنافى و التعاند الموجب
لاستحالة الاجتماع مما لا ريب فيه و لا شبهة تعتريه , الا أنه لا يقتضى الا
امتناع الاجتماع و عدم وجود أحدهما , و ذلك كالسواد و البياض , الا مع عدم
بديل الاخر الذى هو بديل وجوده المعاند له , فيكون فى مرتبته لا مقدما
عليه و لو طبعا . و المانع الذى يكون موقوفا عليه الوجود هو ما كان ينافى و
يزاحم المقتضى تأثيره لا ما يزاحمه فى وجوده . (
قول صاحب الكفاية ( نعم العلة التامة ) كالشفقة على الولد تكون
مانعة من انقاذ الاخ ( لاحد الضدين ربما يكون مانعا عن الاخر و مزاحما
لمقتضيه فى تأثيره ) كما مثلنا لكم فشفقته بالنسبة الى الولد الغريق يزاحم
المحبة لاخ الغريق و لذا ينقذ الولد دون الاخر ( فتأمل جيدا . (
قول صاحب الكفاية ( و مما ذكرنا ) و هو ما قال من استحالة اجتماع
الضدين ( ظهر أنه لا فرق بين الضد الموجود و الضد المعدوم فى أن عدمه
الملائم للشىء المناقض لوجوده المعاند لذاك ) أى للضد ( لابد ان يجامع معه )
أى مع الشى ( من غير مقتضى لسبقه بل قد عرفت ما يقتضى عدم سبقه ) و قلنا
ان تركه ليس مستندا الى وجود الضد بل مستندا الى عدم الميل و الرغبة بفعله .
( فانقدح بذلك ) أى فانقدح بما قلنا من أنه لا فرق بين ضد الموجود و
المعدوم لان المعاندة بين الضدين يكون بحسب الذات , مثلا وجود السواد
اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 313