اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 247
البدن حسن , فالحسن طرأ على التطهير لاضافته الى أمر مقارن له - أى صحة البدن .
و ان قلت ( اختلاف الحسن و القبح و ) كذلك اختلاف ( الغرض )
التابع لهما ( باختلاف الوجوه و الاعتبارات الناشئة من الاضافات مما لا
شبهة فيه و لا شك يعتريه ) لبداهة أن ضرب اليتيم لغير التأديب قبيح و
للتأديب حسن , مع أن الضرب و الضارب و المضروب و آلة الضرب و زمانه و مكانه
و سائر أطرافه واحد .
( و ) اذا تحققت هاتان المقدمتان - أعنى اختلاف الوجوه باختلاف
الاضافة و اختلاف الحسن و القبح و الغرض باختلاف الوجوه و الاعتبار - فنقول
: ( الاضافة كما تكون الى المقارن تكون الى المتأخر أو المتقدم ) كما تقدم
من الامثلة ( بلا تفاوت ) فى الاضافات الثلاث أى المقارن و المتأخر و
المتقدم ( أصلا ( فكل من المتقدم و المتأخر و المقارن يوجب الاضافة و
الاضافة توجب الوجه و الوجه يوجب الحسن مثلا و بالحسن يتعلق الغرض , و ذلك
أى الغرض يوجب الامر به أى بالشى ( كما لا يخفى على المتأمل ) قليلا .
و من الواضح أنه لا يفرق فى ذلك التقدم و أخويه - أى التأخر و
التقارن ( فكما تكون اضافة شى الى ) أمر ( مقارن له موجبا لكونه ) أى ذكل
الشى ( معنونا بعنوان يكون ) بذلك العنوان أى بسببه ( حسنا و متعلقا للغرض )
الموجب للامر به أى بالشى ( كذلك اضافته الى متأخر أو متقدم ) موجب لكون
ذلك الشى موجها بوجه يكون بسبب ذلك الوجه حسنا و متعلقا للغرض من غير فرق .
( بداهة أن الاضافة الى أحدهما ) أى المتأخر و المتقدم ( ربما توجب
ذلك ( العنوان الحسن ( أيضا , فلولا حدوث المتأخر فى محله ) كاعطاء الدرهم
للحمامى ( لما كانت للمتقدم ) كالغسل بماء الحمام ( تلك الاضافة ) بأن
يقال : انه غسل ملحوق باعطاء الدرهم ( الموجبة لحسنه ) أى حسن ذلك الحسن (
الموجب لطلبه
اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 247