اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 180
تعالى وتجبر على فرد أعزل من رعاياه » فقد ذكره ابن الاثير [2]
حين قال : فحين دخل على الحجاج أنس بن مالك قال له الحجاج : لا مرحبا ولا
اهلا بك يا ابن الخبيثة ، شيخ ضلالة ، جوال في الفتن .. أما والله لا جردنك
جرد القضيب ، ولاعصبنك عصب السلمة ، ولأقلعنك قلعة الصمغة .
فقال أنس : من يعني الامير ؟ قال إياك أعني أصم الله صداك . فرجع أنس فكتب إلى عبد الملك كتابا يشكو فيه الحجاج ...
فكتب عبدالملك الى الحجاج : إنك عبد طمت بك الامور فعلوت حتى عدوت
طورك ، وجاوزت قدرك . يا ابن المستضرمة بعجم الزبيب لأغمزنك غمزت كبعض
غمزات الليوث والثعالب ، ولأخبطنك خبطة تود لها أنك رجعت في مخرجك من بطن
أمك .
أما تذكر حال آبائك في الطائف حيث كانوا ينقلون الحجارة على ظهورهم ويحتفرون الابار بأيديهم في أوديتهم ومياههم ؟ !
أنسيت حال آبائك في اللؤم والدناءة ، في المروءة والخلق ؟ وقد بلغ امير المؤمنين الذي كان منك إلى انس بن مالك ...
فعليك لعنة الله من عبد أخفش العينين ، أصك الرجلين ، ممسوح الجاعرتين ...
أكرم أنسا واهل بيته ، واعرف حقه ولا تقصر في شيء من حوائجه .
وبعث بالكتاب مع اسماعيل بن عبد الله « مولى بني مخزوم ، فأتى
اسماعيل بكتاب امير المؤمنين فقرأه . وأتى الحجاج بالكتاب إليه فجعل يقرؤه
ووجهه يتغير وجبينه يرشح عرقا ويقول : يغفر الله لأمير المؤمنين . ثم اجتمع
بأنس . فرحب الحجاج به واعتذر اليه . »
1 ـ الكامل في التاريخ 4 | 39 .
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 180