اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 110
قالت لسان صدق ، وقول نطق . وكان ـ والله ـ علي أحب إلينا منك [1]
. ودخلت ـ على معاوية ـ عكرشة بنت الاطرش بن رواحه متوكئة على عكاز «
فسلمت عليه بالخلافة . ثم جلست . فقال لها معاوية الآن يا عكرشة صرت ـ عندك
ـ أمير المؤمنين !! قالت : نعم إذ لا علي حي [2] . ، فعبرت بذلك عن
الخسارة التي حلت بالمسلمين بعد مصرع الامام أحسن تعبير .
فقد مات علي . فمات العدل معه . وباستطاعة معاوية ـ ومن هم على شاكلته أن يصبحوا أمراء للمؤمنين .
وسأل معاوية ـ ذات يوم ـ درامية الحجونية عن سبب حبها لعلي وبغضها معاوية . فقالت . أو تعفيني ، قال لا أعفيك .
قالت أما إذا أبيت فأني أحببت علياً على عدله في الرعية وقسمه
بالسوية . وأبغضتك على قتال من هو أولى منك بالامر وطلبتك ما ليس لك بحق .
وواليت علياً على ما عقد له رسول الله من الولاء ، وحبه المساكين وإعظامه
لاهل الدين . وعاديتك على سفكك الدماء وجورك في القضاء وحكمك بالهوى ..
فقال : هل لك من حاجة ؟ قالت او تفعل إذا سألتك ؟ قال نعم .
قالت : تعطيني مئة ناقة فيها فحلها وراعيها .
قال : تصنعين بها ماذا ؟ قالت أغذوا بألبانها الصغار واستحيي بها
الكبار وأكتسب بها المكارم وأصلح بها بين العشائر ... قال أما والله لو كان
علي حيا ما أعطاك منها شيئاً ! !