فالنتيجة:
أنّه لا مانع من كون البشر واضعاً من حيث الإمكان، بل الاعتبار مساعد له، وكون
الواضع هو اللَّه تبارك وتعالى، خصوصاً في الأعلام الشخصيّة ممّا لا يقبله الذوق
السليم والفكر المستقيم.
نعم،
قد استدلّ بعض[1] بكون اللَّه- تبارك وتعالى- هو
الواضع، ببعض الآيات الشريفة:
وجه
الاستدلال: أنّ المراد من اختلاف الألسن هو الاختلاف من حيث اللغة، فبعض يتكلّم
بالعربيّة، وبعض آخر يتكلّم بالفارسيّة، وهكذا، وليس المراد منه الاختلاف من جهة
الأصوات، كما احتمله بعض المفسِّرين [3]. وعلى هذا يكون استناد اختلاف الألسن إليه- تعالى- وجعله من آياته
دليلًا على كونه واضعاً للّغات، سيّما اقترانه في الآية مع خلق السماوات والأرض
واختلاف الألوان التي هي من الامور التكوينيّة، فجعل الاختلاف في الألسن بينها
قرينة على استناده إليه- تعالى- حتّى من جهة التكوين.
وفيه:
أنّه لا منافاة بين كون الواضع إنساناً، مع استناد الاختلاف في الألسن إليه تعالى،
وبعبارة اخرى: لا ملازمة بين كون الاختلاف مستنداً إليه تعالى، وبين كون الواضع هو
اللَّه تبارك وتعالى، وهذا نظير قوله- تعالى-: