لا يعطف على ضمير
رفع متصل في النثر إلا بعد الفصل بفاصل ما ، ضميرا منفصلا أو غيره ، نحو قوله
تعالى : (لَقَدْ كُنْتُمْ
أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)[٢] ، وقوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ ،)[٣] وقوله تعالى : (لَوْ شاءَ اللهُ ما
أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا)[٤].
فصل في الأول
بالضمير «أنتم» وقوله «وآباؤكم» معطوف على الضمير في «كنتم».
وفصل في الثاني
بالمفعول وهو «الهاء» ، فـ «من» معطوف على الواو في «ويدخلونها».
وفصل في الثالث
بـ «لا» ، فـ «آباؤنا» معطوف على «نا» في «أشركنا». هذا هو مذهب البصريين.
أما الكوفيون
فلا يتمسكون بالفصل ، ولا يرون في خلوّ الكلام منه عيبا في النثر. فمثال العطف من
غير توكيد ولا فصل قول «علي بن أبي طالب» : كنت أسمع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «كنت وأبو بكر وعمر ، فعلت وأبو بكر وعمر ،
وانطلقت وأبو بكر وعمر» [٥].
[١] موارد المسألة : «شرح الشاطبي» عند قوله وإن على ضمير رفع متّصل) و «شواهد
التوضيح» :
١١٢ ، و «همع الهوامع» ٢ : ١٣٨ ، و «شرح
ابن عقيل» ٣ : ٢٣٧ ، و «شرح شذور الذهب» ٤٤٨ ، و «النحو الوافي» ٣ : ٦٣١.
[٥] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب فضائل أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ باب مناقب عمر بن الخطاب رضياللهعنه)
٤ : ١٩٩.
وأخرج نحوه «مسلم في «صحيحه» في (كتاب
فضائل الصحابة رضياللهعنهم
ـ باب من فضائل عمر رضياللهعنه)
٧ : ١١٢ ، و «ابن ماجه» في «سننه» في (المقدمة) ١ : ٣٧.
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 260