responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال    الجزء : 1  صفحة : 228

وفي الحديث : «لبيك وسعديك والخير بين يديك» [١]

ولا يضاف من هذه الأسماء إلى ظاهر إلا ما شذّ ، كقول الشاعر :

دعوت لما نابني مسورا

فلبّى ، فلبّي يدي مسور

هذا رأي «ابن مالك».

ويفهم من كلام «سيبويه» أن ذلك غير شاذ في «لبّي» و «سعدي».

قال «الشاطبي» : وكأنه لم يسمع في غير اليدين أصلا ، وروي في بعض الأحاديث عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : «إذا دعا أحدكم أخاه فقال : لبيك ، فلا يقولنّ : لبي يديك ، وليقل : أجابك الله بما تحب». وهذا مما يشعر بأن عادة العرب إذا دعيت فأجيبت لبيك ، أن تقول : لبي يديك ، فنهى ـ عليه‌السلام ـ عن هذا القول وعوض منه كلاما حسنا ، ويشعر بهذا أيضا معنى البيت المتقدم ، فعلى هذا ليس بمختص بالشعر.

ومذهب «سيبويه» أن «لبّيك» وما ذكر بعده مثنّى ، وأنه منصوب على المصدرية بفعل محذوف ، وأن تثنيته المقصود بها التكثير ؛ فهو على هذا ملحق بالمثنى ، كقوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ)[٢] فـ «كرّتين» : ليس المراد به مرتين فقط ؛ لقوله تعالى : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ)[٣].

أي مزدجرا ، وهو كليل ، ولا ينقلب البصر مزدجرا كليلا من كرتين فقط ، فتعين أن يكون المراد بـ «كرّتين» التكثير ، لا اثنين فقط ، وكذلك «لبيك»


[١] أخرجه «مالك» في «الموطأ» في (كتاب الحج ـ باب العمل في الإهلال) ١ : ٣٣٢ ، و «أحمد» في «المسند» ٢ : ٣ ، ٤٧ ، ٣ : ٣٢. بلفظ : كان «عبد الله بن عمر» يزيد فيها : لبيك لبيك ، لبيك وسعديك ، والخير بيديك لبيك.

(٢ ، ٣) الملك : ٤.

اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست