responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 1  صفحة : 8

.....
_____________________________
اعتبار تلک الطریق عدم ثبوت الردع عنها فکیف بورود التقریر بآیات النفر [1] و السؤال [2] و غیرهما من الأخبار المتواترة فی الجملة [3] و الجمیع إرشاد إلی حکم الفطرة کما هو واضح.
ثمَّ إنّ هذه الطرق الثلاثة لا تختص بالوظائف الشرعیة العملیة فقط، بل تجری فی جمیع العلوم أیضا، و لیس وجوبها نفسیّا و لا غیریّا بل طریقیّ محض لدرک الواقع، فلو فرض إدراک الواقع بدونها فلا منشأ للعقاب، و لو ترک الواقع فالعقاب علیه فقط کما هو شأن کلّ واجب طریقیّ.
و التخییر بین الثلاثة عقلائیّ لم یثبت الردع عنه شرعا بل ظهور إجماع الفقهاء علیه یکون تقریرا له. و هذه الطرق و إن کانت فی عرض واحد بالنسبة إلی الإجزاء عن الواقع فیتخیّر المکلّف فیها لا محالة و لکن فضل الاجتهاد علی غیره مما لا یخفی علی أحد، و أقربیة الاحتیاط لدرک الواقع واضح أیضا، و لا ریب فی کون الاجتهاد فی المقام کسائر العلوم النظامیة من الواجبات الکفائیة.
نعم، قد یصیر واجبا عینیا، لجهات خارجیة، فما نسب إلی علماء حلب من کون الاجتهاد واجبا عینیا لعلّ نظرهم إلی ملاحظة الجهات الخارجیة لا نفس الاجتهاد من حیث هو.
و الظاهر أنّ الحصر بین الثلاثة عقلیّ إنّ کان التقلید عبارة عن: مطابقة العمل لرأی من یصح الاعتماد علی رأیه، لأنّ من ترک الاجتهاد و الاحتیاط و أتی بعمل بلا تقلید فصادف مطابقته لرأی من یصح الاعتماد علیه یکون داخلا فی التقلید حینئذ، و أما إن کان التفاتیا فأتی بعمل صادف الواقع بلا تقلید- و قلنا بصحته- حینئذ، فلیس الحصر صحیحا، لأنّ طرق صحة العمل علی هذا أربعة:
الاجتهاد، و التقلید، و الاحتیاط، و مصادفة الواقع من دون أن یکون اجتهادا أو تقلیدا أو احتیاطا.

[1] سورة التوبة 9 الآیة: 122.
[2] سورة النحل 16 الآیة: 43.
[3] الوسائل باب: 12 من أبواب صفات القاضی.
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست