responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعالم المأثورة فی شرح کتاب العروة الوثقی المؤلف : الآملي، الميرزا هاشم    الجزء : 3  صفحة : 367

الإسلام و لا يكون السبيل اليه الا بإظهارالشهادتين.

و اما إطلاق الإسلام على الشهادتين معانهما دالتان عليه فنكتته ما ذكرنا من انالأمر الباطني لما لا يمكن السبيل اليهيطلق على الدال عليه و اما الآية فدلالتهاعلى قبول إسلام الذين كانوا في صدرالإسلام غير كافية للمقام في هذا الزمانفلعل قبوله منهم لأنهم كانوا قاصرين عنفهم الحقائق و الدقائق كما يفهمه [1]الفرفوريوس الحكيم فما كانوا فاسدين منحيث العقيدة بل لم يكن مقدورهم إلا إظهارالإسلام فلذا اكتفى صلّى الله عليه وآلهبه و نحن حيث يمكننا فهم ما هو أدق من ذلككنا مأمورين به و الشاهد على ما نقول هو انرواية ابن ابى يعفور في العدالة دلت على انالعدالة هي إصلاح الظاهر و الحال انها صفةنفسانية فحيث لا سبيل لنا إليها جعل إصلاحالظاهر سبيلا اليه و الا فرب صلاح ظاهر معفساد الباطن و بالعكس و لا يكون للظاهرموضوعية و لو لم يكن باطنا.

و اما قبول الإسلام من مثل ابى سفيان واضرابه مع انهم قادرين على التدينبالمرتبة العالية فلم يكن لعدم قبولهم ذلكبل قبلوه بعقد القلب [2] و لكن حب‌


[1] أقول ان دقة الفرفوريوس كانت مختصة بمنهو مثله و اما الناس في زماننا فكثير ممنيسمى بالعالم يكون قاصرا عن هذه الدقائق ولكن الذي صار سببا لقبول الإسلام باللسانهو إيجاد وحدة الكلمة و لو باللسان ليصيرمآله الى الواقع و نحن أيضا ان دخل عدة منالكفار في زماننا في اسلامنا بإظهارهمالشهادتين و دخالتهم في مسجدنا و جماعاتناو هيئاتنا و لو لم نعلم واقعية أعمالهميكفينا ابتداء لترتيب أثر الطهارة و أمثالذلك و اما ما هو منوط بالإسلام الواقعي مثلمنصب إرشاد قوم أو منصب دنيوي لو كانبأيدينا أو منوط بالأخرة فلا نترتب عليهبل هو يحصل بعد الامتحانات و الايمان بأنهآمن واقعا و لذا ينبه اللَّه تعالى رسولهصلّى الله عليه وآله بقوله «وَ إِذاخَلَوْا إِلى‌ شَياطِينِهِمْ قالُواإِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُمُسْتَهْزِؤُنَ» لئلا يقع صلّى الله عليهوآله في مكرهم.

[2] لو كان الاعتقاد هو الالتزام (گردننهادن) ما كانوا كذلك بل لو كان أدون من ذلكأيضا ما كانوا من اهله و في قلوبهم مرضفزادهم اللَّه مرضا.

اسم الکتاب : المعالم المأثورة فی شرح کتاب العروة الوثقی المؤلف : الآملي، الميرزا هاشم    الجزء : 3  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست