اسم الکتاب : مناهج الأحكام في مسائل الحلال و الحرام المؤلف : القمّي، الميرزا أبو القاسم الجزء : 1 صفحة : 650
و قال ابن الجنيد: إنّ قضاءها إذا احترق الكلّ ألزم ممّا لو احترق البعض [1].
و هو أيضاً يعطي الوجوب، و هذه الأقوال نقلها العلّامة في المختلف [2].
و قال المفيد في المقنعة: إذا احترق القرص و هو القمر كلّه و لم تكن علمت به حتّى أصبحت صلّيت صلاة الكسوف جماعة، و إن احترق بعضه و لم تعلم به حتّى أصبحت صلّيت القضاء فرادى [3].
و الأقرب المشهور، لنا ما رواه الكليني [4] و الشيخ [5] في الصحيح عن زرارة و محمّد ابن مسلم عن أبي عبد اللّٰه (عليه السلام) قال: إذا انكسفت الشمس كلّها و احترقت و لم تعلم ثمّ علمت بعد ذلك فعليك القضاء، و إن لم يحترق كلّها فليس عليك قضاء.
و ما رواه الصدوق عن محمّد بن مسلم و الفضيل بن يسار و في طريقه إلى الفضيل عليّ بن الحسين السعدآبادي، و لعلّ الحديث به يصير قويّاً، و عدّه بعضهم من الصحاح قالا: قلنا لأبي جعفر (عليه السلام): أ يقضي صلاة الكسوف من إذا أصبح فعلم و إذا أمسىٰ فعلم؟ قال: إن كان القرصان احترقا كلاهما قضيت، و إن كان إنّما احترق بعضهما فليس عليك قضاؤه [6].
و رواية حريز قال: قال أبو عبد اللّٰه (عليه السلام): إذا انكسف القمر و لم تعلم به حتّى أصبحت ثمّ بلغك، فإن كان احترق كلّه فعليك القضاء، و إن لم يكن احترق كلّه فلا قضاء عليك [7]. و قد مرّ ما رويناه عن الكليني (رحمه اللّه) أيضاً.
و ليس للقول بوجوب القضاء مطلقاً إلّا أنّ القضاء تابع للأداء. و التحقيق خلافه كما ذكرنا، و العمومات و الإطلاقات و شمولها لما نحن فيه ممنوع، و لو سلّم فمخصّص بما ذكرنا، لكمال نصوصيّتها و صراحتها و اعتضادها بالأُصول و العمومات و العمل و غير ذلك.