اسم الکتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 369
فقال: «إنّهما ليعذّبان، و ما يعذّبان بكبير، أمّا أحدهما فكان لا
يستنزه من البول، و أمّا الآخر فكان يمشي بالنميمة»، و أخذ جريدة رطبة فشقّها
بنصفين و غرز في كلّ قبر واحدة، و قال: «لعلّه يخفّف عنهما ما لم تيبسا»[1].
و روى
الأصحاب: أنّ النبي صلّى اللّٰه عليه و آله مرّ على قبر يعذّب صاحبه- و قيل
هو قيس بن فهد، أو ابن قمير الأنصاري- فشقّ جريدة بنصفين، فجعل واحدا عند رأسه، و
الآخر عند رجليه، و قال: «يخفّف عنه العذاب ما كانا خضراوين»[2].
و في خبر
زرارة عن الباقر (عليه السلام): «إنّما الحساب و العذاب كلّه في يوم واحد في ساعة
واحدة، قدر ما يدخل القبر و يرجع القوم، و إنّما جعلت السعفتان لذلك، فلا يصيبه
عذاب و لا حساب بعد جفافها إن شاء اللّٰه»[3].
قال المرتضى
و ابن أبي عقيل: التعجّب من ذلك كتعجّب الملحدة من الطواف و الرمي و تقبيل الحجر،
بل من غسل الميت و تكفينه مع سقوط التكليف عنه، و كثير من الشرائع مجهولة العلل[4].