اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 14 صفحة : 95
المبحث , ولكن الإشكال يقع في مواقع :
الأوّل : في أنّه هل أبيح ذلك للشيعة بإذن صاحب أمره , ومن له الولاية عليه , أي الإمام ـ عليهالسلام ـ , كما يظهر من جملة من الأخبار الآتية , فلا يجب عليهم بالفعل صرفه إلى مستحقّيه , كما حكي عن ظاهر القديمين [١] , ومال إليه بعض المتأخّرين [٢] , بل عن المنتهى الجزم بسقوط خمس المكاسب في زمن الغيبة من هذه الجهة [٣] ؛ أم لا؟ كما يدلّ عليه أخبار أخر معتضدة بالشهرة والإجماعات المحكيّة وغيرهما من المؤيّدات العقلية والنقلية التي سنشير إليها.
وتحقيق المقام يتوقّف على نقل الروايات الدالّة على وجوبه بالفعل , وعدم جواز منعه عن مستحقّيه , كما هو مقتضى الأصل بعد ثبوت شرعيّته , ثم التكلّم في ما يقتضيه الجمع بينها وبين الأخبار المنافية لها.
فأقول مستعينا بالله : وممّا يدلّ على الوجوب : ما رواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن الحسن الأشعري , قال : كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني ـ عليهالسلام ـ : أخبرني عن الخمس أعلى جميع ما يستفيد الرجل من قليل وكثير من جميع الضروب وعلى الضياع [٤] , وكيف ذلك؟ فكتب بخطّه «الخمس بعد المئونة» [٥].