اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 14 صفحة : 368
الآية [١] ؛ فإنّ ظاهرها بل كاد أن يكون صريحها : وجوب الإمساك في اليوم بعد طلوع الفجر عن جميع المذكورات التي أحلّها الله تعالى في الليل , وهي : مباشرة النساء والأكل والشرب.
وفي تفريع قوله تعالى «فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ»على ما قبله إشعار بكونه محظورا في صدر الإسلام , وقد منّ الله تعالى على المسلمين بأن وضع عنهم هذا التكليف , وأحلّه لهم ليلة الصيام , وقد وقع التصريح بذلك في بعض الأخبار الواردة في بيان سبب نزول الآية : مثل ما عن علي بن إبراهيم في تفسيره مرفوعا قال : قال الصادق ـ عليهالسلام ـ : كان النكاح والأكل محرّمين في شهر رمضان بالليل بعد النوم , يعني كلّ من صلّى العشاء ونام ولم يفطر ثمّ انتبه , حرم عليه الإفطار , وكان النكاح حراما بالليل والنهار في شهر رمضان , وكان رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله , يقال له : خوّات بن جبير أخو عبد الله بن جبير , شيخا كبيرا ضعيفا , وكان صائما , فأبطأت عليه امرأته , فنام قبل أن يفطر , فلمّا انتبه قال لأهله : قد حرم عليّ الأكل في هذه الليلة , فلمّا أصبح حضر حفر الخندق فأغمي عليه , فرآه رسول الله صلىاللهعليهوآله , فرقّ له , وكان قوم من الشبّان ينكحون بالليل سرّا في شهر رمضان , فأنزل الله : «أحلّ لكم ليلة الصيام» [٢].
وعن السيد المرتضى ـ قدسسره ـ في رسالة المحكم والمتشابه عن