في قلوب الرعية لم
يكن رياء محرما ، ولو عاشر الفقراء بقصد أن يري الناس أنه يتقرب إلى الله تعالى
بمعاشرتهم فتكون له منزلة في قلوب من يراه من الناس كان رياء محرماً ، وهكذا الحال
في بقية أمثلة الأنواع.
[١] كما لعله ظاهر
الأصحاب حيث أهملوا ذكره في المبطلات ، وهو الذي يقتضيه الأصل بعد عدم الدليل على
البطلان به. وما في جملة من النصوص : من أنه من المهلكات[١] ، وأنه مانع من
صعود العمل إلى الله تعالى ومانع من قبوله[٢] ، لا يقتضي البطلان فإنه أعم ، وكذا ما يظهر من كثير منها
: من أنه محرم ، فإنه لا ينطبق على العمل ليوجب امتناع التقرب به كما لا يخفى. نعم
في خبر علي بن سويد
عن أبي الحسن (ع) : « سألته عن العجب الذي يفسد العمل ، فقال (ع) : العجب درجات : منها
أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه وبحسب أنه يحسن صنعاً ، ومنها أن يؤمن
العبد بربه فيمن على الله عز وجل ولله عليه فيه المن » [٣].
لكن الظاهر أن المراد من
الفساد فيه عدم القبول ، إذ الأول مجرد ارتكاب السيئات ، والثاني محله مما لا يقبل
الصحة والفساد. مضافا إلى خبر
يونس ابن عمار عن أبي عبد الله (ع) : « قيل له وأنا حاضر : الرجل يكون في صلاته
خالياً فيدخله العجب ، فقال (ع) : إذا كان أول صلاته بنية يريد بها ربه فلا يضره
ما دخله بعد ذلك ، فليمض في صلاته وليخسأ الشيطان » [٤]. ومن ذلك تعرف
حكم العجب المقارن وأنه غير مبطل ،
[١] الوسائل باب :
٢٣ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١٢ و ٢١.
[٢] الوسائل باب :
٢٣ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٩.
[٣] الوسائل باب :
٢٣ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٥.
[٤] الوسائل باب :
٢٣ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٣.
اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 6 صفحة : 29