اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 9 صفحة : 212
..........
اللغوي أو إرادته بخصوصه.
و منها: ما لو كان في فيها تمرة فقال لها الزوج: إن ابتلعتيها فأنت عليّ كظهر أمي، و إن قذفتيها فأنت عليّ كظهر أمّي، و إن أمسكتيها فأنت عليّ كظهر أمي.
فالحيلة في تخلّصها منها جميعا بأن تأكل بعضها و تقذف بالبعض الآخر. و لو قال:
إن أكلتيها فأنت عليّ كظهر أمي، و إن لم تأكليها فأنت عليّ كظهر أمي، لم تتخلّص بما ذكر من الحيلة. و في التخلّص منه بالابتلاع وجهان، من حيث إنه يصدق أن يقال: ابتلع و ما أكل، و من عدم انضباط العرف.
و منها: لو قال لها: كلّ كلمة كلّمتني بها إن لم أقل لك مثلها فأنت عليّ كظهر أمي، فقالت له المرأة: أنت عليّ كظهر أمي. فإن لم يقل ذلك وقع الظهار بالأول، و إن قاله وقع بالثاني. فطريق تخلّصه أن يقول لها: أنت تقولين: أنت عليّ كظهر أمي، أو يقول ذلك مجرّدا عن «أنت تقولين» بغير قصد الظهار مصرّحا بعدم القصد متّصلا به.
و منها: لو كان في يدها كوز ماء فقال: إن قلبت هذا الماء أو تركته أو شربته أو شربه غيرك فأنت عليّ كظهر أمي. فيحصل الخلاص بأن تضع به خرقة فتبلّها به.
و منها: لو كانت في ماء راكد فقال لها: إن مكثت فيه أو خرجت منه فأنت عليّ كظهر أمي. فالطريق أن يحملها إنسان في الحال. و لو كان الماء جاريا لم يقع، سواء مكثت أم خرجت، لأن ذلك الماء قد فارقها بجريانه، إلّا أن يدلّ العرف على إرادة ما يعمّ ذلك من الماء فيكون كالراكد. و قس على هذه الفروض ما يرد عليك بضرب من النظر مراعيا للعرف و الوضع.
اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 9 صفحة : 212