اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 8 صفحة : 276
..........
يحصل به الإعجاز، و أقلّه [1] سورة قصيرة تشتمل على ثلاث آيات كالكوثر.
و الأجود الرجوع إلى العرف، لعدم تقديره شرعا. و كون الإعجاز يتعلّق بثلاث آيات لا يستلزم نفي التعليم عمّا دونها. و لأن الآيات تختلف بالطول و القصر، ففيها ما يزيد على ثلاث آيات قصيرة و يحصل بها الإعجاز، و فيها ما لا يصدق معه التعلّم عرفا ك مُدْهٰامَّتٰانِ[2]وَ أُلْقِيَ السَّحَرَةُ سٰاجِدِينَ[3].
ثمَّ إن كان شرطها التعلّم عن ظهر القلب اشترط ثبوته فيه و تكرّره على وجه يصدق عليه اسم الحفظ عرفا، فلا يكفي قرائته عن ظهر القلب مرّة، و لا تكرار قدر يسير كذلك. و إن كان المراد التدرّب على قراءته من المصحف اعتبر استقلالها به بنفسها كذلك. ثمَّ إن كان العرف منضبطا حمل عليه و إلا وجب ضبطه على وجه يرفع الإبهام. هذا إن كان المعقود عليه آيات متعدّدة، فلو كان آية أو آيتين فلا إشكال في الاكتفاء بالاستقلال به.
الثانية: لو تعلّمت السورة المعيّنة من غيره فعليه أجرة مثل ذلك التعليم، لأنه عوض المهر حيث تعذّر وفاؤه بعينه. و مثله ما لو مات أحدهما قبل التعليم و قد شرط تعليمها بنفسه، أو تعذّر تعليمها لبلادتها، أو أمكن بتكلّف عظيم زيادة على المعتاد. و لا فرق مع تعلّمها من غيره بين بذله لها التعليم و عدمه، لاشتراكهما في المقتضي. و ليس هذا كوفاء دين الإنسان بغير إذنه حيث حكم ببراءته منه، لأن تعليمه بنفسه لا يمكن إيفاؤه عنه بتعليم غيره، لأن ذلك غير التعليم المجعول مهرا، بخلاف الدّين.