اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 7 صفحة : 183
[التاسعة: إذا أذن المولى لعبده في إيقاع العقد صحّ]
التاسعة: إذا أذن المولى لعبده في إيقاع العقد صحّ (1)، و اقتضى الإطلاق الاقتصار على مهر المثل. فإن زاد كان الزائد في ذمّته، يتبع به إذا تحرّر.
و يكون مهر المثل على مولاه. و قيل: في كسبه. و الأوّل أظهر. و كذا القول في نفقتها.
الوجهان السابقان، من تعدّي صورة النصّ، و من الأولويّة بلزوم أحد الطرفين فيكون أقوى كالسابقة، و إن كانت أبعد من جهة الخروج عن المنصوص في كونهما معا صغيرين، إلا أن ذلك ينجبر بالأولويّة المذكورة. و يظهر منهم الجزم بالحكم في هذا أيضا. و هو متّجه.
قوله: «إذا أذن المولى لعبده في إيقاع العقد صحّ. إلخ».
(1) إذا أذن المولى لعبده في التزويج فإمّا أن يعيّن له الزوجة أو لا، و على التقديرين إمّا أن يعيّن له قدر المهر أو لا. فالأقسام أربعة:
الأول: أن يعيّن المرأة و المهر، فيتعيّنان، و لا يجوز له التخطّي. فإن تخطّى إلى غيرهما كان العقد موقوفا على إجازة المولى، بناء على صحّة عقد الفضولي، و على الآخر يبطل. و لا فرق بين التجاوز إلى أشرف منها و أخسّ و مساو، لاشتراك الجميع في وقوعه بغير الإذن.
الثاني: أن يطلق له فيهما. فله أن يتزوّج بمن شاء بمهر المثل أو دونه، من حرّة و أمة، من بلده و خارجه، شريفة و وضيعة، لتناول الإطلاق لذلك كلّه، إلّا أنه ليس له الخروج من بلد المولى إليها إلا بإذن سيّده. و إنما تظهر فائدة الصحّة مع نقلها إليه أو مع الإذن.
و ربّما استشكل الاكتفاء بإطلاق الإذن، من حيث اقتضائه تسلّطه على من يريد، مع تفاوت المهر بالقلّة و الكثرة تفاوتا فاحشا، و إيجاب ما يختاره العبد على السيّد بالإذن المطلق و إن كثر.
اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 7 صفحة : 183