اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 15 صفحة : 348
..........
«إذا دعا الرجل أخاه بليل فهو له ضامن حتى يرجع إلى بيته» [1].
و رواية عمرو بن أبي المقدام قال: «كنت شاهدا عند البيت الحرام و رجل ينادي بأبي جعفر و هو يطوف و يقول: يا أمير المؤمنين إن هذين الرجلين طرقا أخي ليلا فأخرجاه من منزله فلم يرجع إليّ، و اللّه ما أدري ما صنعا به؟! فقال لهما أبو جعفر: ما صنعتما به؟
فقالا: يا أمير المؤمنين كلّمناه ثمَّ رجع إلى منزله.
فقال لهما: وافياني غدا صلاة العصر في هذا المكان. فوافياه من الغد صلاة العصر، و حضرته.
فقال لجعفر بن محمد (عليه السلام) و هو قابض على يده: يا جعفر اقض بينهم.
فقال: يا أمير المؤمنين اقض بينهم أنت.
فقال له: بحقّي عليك إلا قضيت بينهم.
قال: فخرج جعفر (عليه السلام) فطرح له مصلّى قصب، فجلس عليه، ثمَّ جاء الخصماء فجلسوا قدّامه، فسألهم عن الدعوى، فأجابوا بمثل ما أجابوا به.
فقال جعفر (عليه السلام): يا غلام اكتب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): كلّ من طرق رجلا بالليل فأخرجه من منزله فهو له ضامن، إلا أن يقيم البيّنة أنه قد ردّه إلى منزله. يا غلام نحّ هذا فاضرب عنقه.
فقال: يا ابن رسول اللّه و اللّه ما أنا قتلته، و لكنّي أمسكته ثمَّ جاء هذا
[1] التهذيب 10: 222 ح 869، الوسائل 19: 206 ب «36» من أبواب موجبات الضمان.
اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 15 صفحة : 348