الذكرى - الشهيد الأول - مکتبة مدرسة الفقاهة

اسم الکتاب : الذكرى المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 77

لو وجد جزءا من الميت بعد دفنه لم ينبش بل يدفن إلى جانبه لان نبشه مثلة وليس في تفرقة اجزاءه ذلك ولو امكن ايصاله بفتح موضع من القبر لا يؤدي إلى ظهور الميت امكن الجواز لان فيه جمعا بين اجزائه وعدم هتكه الثالث لا يختن الاغلف بعد موته قال في المعتبر وعليه فتوى العلماء لان الختان تكليف في حال الحيوة وقد زالت ولان فيه ابانة جزء من اعضاء الميت وهو حرام ولو ختن وجب دفن الجلدة معه وفي ضمان المباشر وجهان من أنه عاد ومن استحقاق قطعها من الحي فكأنها منفصلة عنه ولو قلنا بالضمان ففيه عشر الارش لو كان حيا وهو عسر الثبوت لانه إذا قدر قطعها حيا فلا ارش ويمكن ثبوته إذا كان القطع بغير اذنه مع كونه غير ممتنع من الختان فإنه لا يجوز ختنه ح بغير اذنه فإن قدر تفاوت في القيمة بحال خروج الدم نسب ارش الميت إليه البحث الثامن في البرزخ وهو لغة الحاجز والمراد هنا ما بين الموت والبعث قال الله تعالى ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون روى ابن بابويه عن الصادق ( ع ) ان بين الدنيا والآخره الف عقبة أهونها وايسرها الموت وهيهنا مسائل الاولى سؤال القبر عليه الاجماع إلا أن لمن لقن على ما سلف من الاخبار وروى الكليني بعدة اسانيد عن الصادق ( ع ) انما يسئل في قبره من محض الايمان والكفر محضا وأما ما سوى ذلك فيلهى عنه رواه محمد بن مسلم وعبد الله بن سنان وعن الباقر ( ع ) مثله بطريق ابي بكر الحضرمي وابن بكير ويجوز أن يؤل بسؤال خاص لا مطلق السؤال وعن بشير الدهان عن الصادق ( ع ) يجيئ الملكان منكر ونكير ويسئلان الميت من ربك وما دينك فإذا كان مؤمنا قال الله ربي وديني الاسلام فيقولان له ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم فيقول اشهد أن لا اله الا الله وأشهد انه رسول الله فيقولان له نم نومة لا حلم فيها ويفسح له في قبره تسع اذرع ويفتح له باب إلى الجنة فيرى مقعده فيها وإذا كان كافرا دخلا عليه واقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس فيقولان من ربك وما دينك وما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم فيقول لا ادري فيخليان بينه وبين الشيطان ويفتح له باب إلى النار ويرى مقعده فيها وعن ابي بكر الحضرمي يسئلون عن الحجة القائم بين اظهرهم فيقول ما تقول في فلان بن فلان فيقول ذاك امامى فيقول له نم انام الله عينك ويفتح له باب الجنة فما يزال ينفخه من روحها إلى يوم القيمة ويقال للكافر ما تقول في فلان فيقول قد سمعت به وما ادري ما هو فيقال له لا دريت ويفتح له باب من النار فلا يزال ينفخه من حرها إلى يوم القيمة ورووا في الصحاح عن انس عن النبي صلى الله عليه وآله ان هذه الامة تبتلى في قبورها فإن المؤمن إذا وضع في قبره اتاه ملك فيقول ما كنت تعبد فإن الله هداه يقول كنت ا عبد الله فيقول ما كنت تقول في هذا فيقول هو عبد الله ورسوله قال فما يسئله عن شئ غيرهما فينطلق به إلى بيته الذي كان في النار فيقال هذا بيتك في النار ولكن الله عصمك ورحمك وابدلك به بيتا في الجنة فيقول دعوني حتى اذهب فأبشر اهلي فيقال له اسكن فإن الكافر إذا وضع في قبره اتاه ملك فينهره فيقول ما كنت تعبد فيقول لا أدرى فيقال لا دريت ولا تليت فيقول ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت اقول مثل ما يقول الناس قال فيضربه بمطراق من حديد بين اذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلائق غير الثقلين ومعنى تليت قرأت اتى بالياء المجانسة دريت ويروى اتليت من اتلت الابل إذا ولدت وتلاها اولادها وفي رواية اخرى والكافر يرى مقعده من الجنة فيقال هذا مقعدك من الجنة ولكنك عصيت الله واطعت عدوه وعن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة قال هذا في القبر إذا سئل عن ذلك وروى الكليني عن ابي بصير عن الصادق ( ع ) في المؤمن إذا اجاب يقولان له نم نومة لا حلم فيها ويفسح له في قبره تسع اذرع ويرى مقعده من الجنة وهو قول الله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت الآية الثانية تظافرت الاخبار بعذاب القبر نعوذ بالله منه وقد مر طرف منها وقوله تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة يدل عليه وقد روى ابن مسعود ان ارواحهم في اجواف طير سود يعرضون على النار بكرة وعشيا إلى يوم القيامة وروى الكليني عن جابر عن الباقر ( ع ) قال النبي صلى الله عليه وآله ليس من نبي إلا وقد رعى الغنم كنت انظر إلى الغنم والابل وانا ارعاها قبل النبوة وهي متكئة ما حولها شئ حتى يهيجها حتى تذعر فتطير فأقول ما هذا فأعجب حتى حدثني جبرئيل ( ع ) ان الكافر يضرب ضربة ما خلق الله عزوجل شيئا الا ويسمعها ويدعو لها إلا الثقلين فنعوذ بالله من عذاب القبر وعن ابي بصير عن الصادق ( ع ) ( ان رسول الله صلى الله عليه وآله صح ) خرج في جنازة سعد وقد شيعه سبعون الف ملك فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه إلى السماء ثم قال أو مثل سعد يضم فقالت ام سعد هنيئا لك يا سعد فقال لها النبي صلى الله عليه وآله يا ام سعد لا تحتمي على الله عزوجل وعن بشير الدهان عن الصادق ( ع ) انه قال القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران وعن ابي بصير عنه ( ع ) في الكافر ينادي مناد من السماء افرشوا له في قبره من النار والبسوه ثياب النار وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا وما عندنا شئ له فيضربانه بمرزية ثلث ضربات ليس فيها ضربة إلا يتطاير قبره لو ضرب بتلك المرزية جبال تهامة لكانت رميما وعن الصادق ( ع ) في المصلوب يصيبه عذاب القبر يوحى الله عزوجل إلى الهواء فيضغطه ضغطة اشد من ضغطة القبر وعن ابي بصير عن احدهما ( ع ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما ماتت رقية ابنته اني لاعرف ضعفها وسألت الله عزوجل ان يجيرها من عذاب القبر وعن ابي بصير عن الصادق ( ع ) ما اقل من يقلب من ضغطة القبر وفي البخاري ومسلم عن انس عن النبي صلى الله عليه وآله دخل نخلا لبني النجار فسمع صوتا ففزع فقال من اصحاب هذه القبور فقالوا يا رسول الله ناس ماتوا في الجاهلية فقال نعوذ بالله من عذاب القبر وفي رواية اخرى في المنافق والكافر لتضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه فتعوذوا بالله من عذابه و نقمته وعن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال ان احدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي وإن كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن اهل النار فيقال له هذا مقعدك حتى يبعثك الله تعالى إلى ( إليه ) يوم القيامة الثالثة دل القرآن العزيز بقوله تعالى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء وقوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون وغير ذلك على بقاء النفس بعد الموت بناء على تجردها وعليه كثير من الاصحاب ومن المسلمين أو على تعلقها بأبدان وهو مروى بأسانيد متكثرة من الجانبين فمنها ما روى ابن عباس انه قال ارواح الشهداء

اسم الکتاب : الذكرى المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 77

صيغة PDF

شهادة

الفهرست