الذكرى - الشهيد الأول - مکتبة مدرسة الفقاهة

اسم الکتاب : الذكرى المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 73

فانها تذكر الآخرة وعنه صلى الله عليه وآله زوروا القبور فانها تذكر الموت وروى الكليني عن محمد بن مسلم عن الصادق ( ع ) قال امير المؤمنين ( ع ) زوروا موتاكم فإنهم يفرحون بزيارتكم وليطلب احدكم حاجته عند قبر ابيه وعند قبر امه بعدما يدعو لهما وروينا عن علي بن بلال وقد زار قبر محمد بن اسماعيل بن بزيع يفيد في طريق مكة شرفها الله تعالى قال قال صاحب هذا القبر عن الرضا ( ع ) من اتى قبر أخيه المؤمن من أي ناحية كان فوضع يده وقرأ انا انزلناه امن الفزع الاكبر وعن هشام بن سالم عن الصادق ( ع ) قال عاشت فاطمة ( ع ) بعد ابيها خمسة وسبعين يوما لم تر كاشرة ولا ضاحكة تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين الاثنين والخميس وعن يونس عنه ( ع ) ان فاطمة كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت فتأتي قبر حمزة فتترحم ( عليه صح ) وتستغفر له وفيه دليل على جوازها للنساء لقول النبي صلى الله عليه وآله فاطمة بضعة مني ولان عايشة زارت قبر أخيها عبد الرحمن فقيل لها قد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن زيارة القبور فقالت ( نهى صح ) ثم امر بزيارتها وان النساء داخلات في الرخصة وكره في المعتبر لهن لمنافاته الستر والصيانة وهو حسن إلا مع الامن والصون لفعل فاطمة ( ع ) ولو كانت زيارتهن مؤيدة إلى الجزع و السخط لقضاء الله تعالى لضعفهن من الصبر منعن منها وعليه يحمل ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله لعن الله زوارات القبور وليقل الزاير ما رواه أبو المقدام عن الباقر ( ع ) انه قال على قبر رجل من الشيعة بالبقيع واقفا عليه اللهم ارحم غربته وصل وحدته وآنس وحشته واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك والحقه بمن كان يتولاه ثم قرأ القدر سبعا وسأل جراح المدايني عن الصادق ( ع ) عن كيفية التسليم على اهل القبور قال يقول السلام على اهل الديار من المؤمنين والمسلمين رحم الله المستقدمين والمستأخرين وانا انشاء الله بكم لاحقون وروى في الفقيه عن محمد بن مسلم قلت للصادق ( ع ) الموتى تزورهم قال نعم قلت فيعلمون بنا إذا اتيناهم قال أي والله انهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون اليكم قال فأى شئ نقول إذا اتيناهم قال قل اللهم جاف الارض عن جنوبهم وصاعد اليك ارواحهم ولقهم منك رضوانا واسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم وتؤنس به وحشتهم انك على كل شئ قدير وروى اسحق بن عمار عن الكاظم ( ع ) انه يعلم زايره ويأنس به ويستوحش لانصرافه وقال فيه قال الرضا ( ع ) من أتى قبر مؤمن يقرأ عنده انا انزلناه سبع مرات غفر الله له ولصاحب القبر قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا مر على القبور قال السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين وإنا انشاء الله بكم لاحقون وعن عبد الله بن سنان عن الصادق ( ع ) يقول السلام على اهل الديار من المؤمنين والمسلمين انتم لنا فرط ونحن انشاء الله بكم لاحقون وروى مسلم عن بريدة كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين وانا انشاء الله بكم لاحقون وفي الترمذي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله مر بقبور بالمدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم انتم سلفنا ( لنا سلف خ ل ) ونحن بالاثر تنبيه ظهر من ذلك استحباب قرائة القرآن عند زيارة الميت ( المقابر صح ) للخبرين السالفين ولما روى ان النبي صلى الله عليه وآله قال من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف عنهم يومئذ وكان له بعدد ما فيها حسنات ولانا سنبين ان الميت يلحقه اعمال الخير ولان الدعاء عقيب القرآن اقرب إلى الاجابة والدعاء ينفع الميت تتمة لا يستحب لمن دخل المقبرة خلع نعله للاصل وعدم ثبت ( سبت خ ل ) قالوا رأى النبي صلى الله عليه وآله رجلا يمشي في المقبرة وعليه نعلان فقال يا صاحب السبتين التي سبتك فرمى بهما قلنا حكاية حال فلعله لما في هذا النوع من الخيلاء لانه لباس اهل التنعم لا لاجل المقبرة والسبت بكسر السين وسكون الباء جلود البقر المدبوغة بالقرظ لان شعرها سبت عنها أي حلق وقيل لانها انسبتت بالدباغ أي لانت البحث السادس فيما يلحق الميت من الافعال بعد موته قال الفاضل اما الدعاء والاستغفار والصدقة وأداء الواجبات التي تدخلها النيابة فاجماع قال الله تعالى والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان وقال الله تعالى واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وقد سبق في الدعاء للمؤمن للميت عن النبي صلى الله عليه وآله اللهم اغفر لحينا وميتنا عن الائمة ( ع ) نحو ذلك وفي الفقيه عن الصادق ( ع ) ان الميت يفرح بالترحم عليه والاستغفار له كما يفرح الحي بالهدية تهتدى إليه وروى ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعمرو بن العاص لو كان ابوك مسلما فاعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك وفي البخاري وغيره عن ابن عباس قال رجل ان اختي نذرت ان تحج وانها ماتت فقال النبي صلى الله عليه وآله لو كانت عليها دين اكنت قاضيته قال نعم قال فاقض دين الله فهو احق بالقضاء وأما ما عداها ( فعندنا انه صح ) يصل إليه روى ابن بابويه عن الصادق ( ع ) ستة تلحق الميت بعد وفاته ولد يستغفر له ومصحف يخلفه وغرس يغرسه وصدقة ماء يجريه وقليب يحفره وستة يؤخذ بها من عبده قلت هذا الحديث يتضمن المهم من ذلك إذ قد روى ابن بابويه ايضا عن الصادق ( ع ) من عمل من المسلمين عن ميت عملا صالحا اضعف له اجره ونفع الله عزوجل به الميت قال وقال ( ع ) يدخل على الميت في قبره الصلوة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء ويكتب اجره للذي فعله وللميت ولنذكر هنا احاديث من هذا الباب ضمنها السيد السعيد رضي الدين أبو القاسم بن علي بن الطاووس الحسيني طيب الله سره في كتاب المسمى غياث سلطان الورى لسكان الثرى وقصد به بيان قضاء الصلوة عن الاموات الحديث الاول ما رواه الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه وقد ضمن صحة ما اشتمل عليه وأنه حجة بينه وبين ربه ان الصادق ( ع ) سأله عمر بن يزيد ايصلي على الميت قال نعم حتى انه ليكون في ضيق فتوسع عليه ذلك الضيق ثم تؤتي فقال له خفف عنك هذا الضيق بصلاة فلان اخيك عنك ( ورواه الشيخ أبو جعفر الطوسي ايضا بإسناده عنه ( ع ) صح ) الثاني ما رواه علي بن جعفر عن مسائله عن اخيه موسى بن جعفر ( ع ) قال حدثني اخي موسى بن جعفر ( ع ) قال سألت ابي جعفر عن محمد عن الرجل هل يصلح له أن يصلي أو يصوم عن بعض موتاه قال نعم فيصلى ما احب ويجعل تلك للميت فهو للميت إذا جعل ذلك له ولفظ ما احب للعموم وجعلها نفسها للميت دون ( ثوابها صح ) ينفي أن يكون هدية صلوة مندوبة ( وقد روى هذا الحديث عنه ايضا بطريق آخر صح ) الثالث من مسائله ايضا عن اخيه موسى ( ع ) وسأله عن الرجل هل يصلح أن يصلى ويصوم عن بعض اهله بعد موته فقال نعم يصلى ما أحب ويجعل ذلك للميت فهو للميت إذا جعله له الرابع ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي بإسناده إلى محمد بن عمر بن يزيد قال قلت لابي عبد الله ( ع ) يصلي عن الميت قال نعم حتى انه ليكون في ضيق فيوسع

اسم الکتاب : الذكرى المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 73

صيغة PDF

شهادة

الفهرست