responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 99

-.. و أما علّة ما وقع من الغيبة، فإن اللّه عزّ و جلّ يقول: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيََاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ.. [1] . إنه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه. و إني أخرج حين أخرج و لا بيعة لأحد الطواغيت في عنقي. و أمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب. و إني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.

فأغلقوا باب السؤال عمّا لا يعنيكم، و لا تتكلّفوا ما قد كفيتم، و أكثروا من الدعاء بتعجيل الفرج، فإن في ذلك فرجكم، و السلام على من اتّبع الهدى‌ [2] .

(و تشبيه غيابه عنّا بالشمس إذا حجبتها الغيوم عن الأبصار، يحمل معنى دقيقا لبيان فائدته التي نحصل عليها في حالة كونه غائبا. فللشمس فائدة أيّة فائدة، حتى إذا سترتها الغيوم، لأن سائر الكائنات الحيّة تتأثّر بها و تفتقر إلى حرارتها التي تنفذ إلى الأرض و ما عليها مهما طالت تغطيتها بالغيوم.. فلو لا حرارة الشمس النفّاذة لانقلبت نواميس الحياة و لظهر في الكائنات الحية تطورات عكسية تذهب بحياتها أو تشوّه خلقها. و كذلك الإمام، الغائب عن أبصارنا، الموجود في مجتمعنا، المستغفر للمخطئين منّا، الداعي بدفع البلاء عنّا و رفع الكوارث، و المستجاب الدعاء في كل حال، فإنه تصلنا الفائدة من وجوده فننعم بالخير، و تشملنا رحمة اللّه تعالى و يصيبنا العفو ببركات وجوده بهذا المعنى.

ثم نستفيد من ذلك الوجود، المحجوب عن أبصارنا، بمعنى آخر، هو المحافظة على أوامره و نواهيه التي هي أوامر اللّه و نواهيه، و نبقى حذرين من الانحراف عنها مخافة أن نحيد عن خطّه الذي هو صراط اللّه المستقيم، الذي أراد ربّ العالمين أن لا نحيد عنه ليوفّينا أجر المؤمنين بالغيب العاملين المطيعين.

و هكذا يبقى المعترفون بوجوده، المتمسكون بعرى ولايته، يأتمرون فيما بينهم


[1] المائدة-101.

[2] الخبر في البحار ج 52 ص 92 و ج 53 ص 181-182 و إلزام الناصب ص 130 و منتخب الأثر ص 267 و الغيبة للطوسي ص 177 و إعلام الورى ص 424 و كشف الغمة ج 3 ص 322 ذكر أن الكتاب موجّه لإسحاق بن يعقوب. و مثله في الإمام المهدي ص 252 إلى 254.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست