responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 98

قال الإمام العسكري عليه السّلام:

-وضع بنو أميّة و بنو العباس سيوفهم علينا، لأنهم كانوا يعلمون أنه ليس لهم في الخلافة حق، فيخافون من أن تستقرّ في مركزها، وسعوا في قتل أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إبادة نسله طمعا في الوصول إلى منع تولّد القائم عليه السّلام أو قتله.

فأبى اللّه أن يكشف أمره لواحد منهم، إلاّ أن يتمّ نوره و لو كره المشركون‌ [1] . (و هذا -كما مرّ-من أسباب إخفاء ولده و ستر أمره. فقد رأى السلطة الحاكمة تطلبه بشدّة، و تجتهد في البحث عنه بعد أن شاعت عقيدة الشيعة الإمامية فيه، و عرف انتظارهم له، و رأى السلطان مقتنعا-كأسلافه-بأن القائم سيزلزل أركان دول الباطل و يحطم عروش الفساد..

و لا عجب في ستره و إخفاء ولادته، فقد سبقني من يقول: إن من الناس من يولد له ولد من غير زوجته فيستر ولادته عن زوجته خوفا من لسانها، أفلا تحمل عقولنا قبول ستر ولادة من هو مهدّد بالقتل من كل حاكم ظالم يولد في عهده و يعرف أنه المولود الذي يثلّ عرشه؟!.

هذا، و قد كان الإمام العسكريّ عليه السّلام قد بدأ يعوّد شيعته على غيبة إمامهم عن أبصارهم كما قلنا، فبدأ-هو نفسه-بالاحتجاب عنهم‌ [2] ، و صار يفتي أصحابه بالأحكام دون أن يتشرفوا بمقابلته، و صار يقبض الأموال بواسطة خدمه، و يعطيهم الصّلات و الهبات بالواسطة و دون مشاهدته، يفعل ذلك كله عن قصد و تصميم، تمهيدا لغيبة المهديّ عليه السّلام، فيكون أسلوبهما مع أوليائهما واحدا من ناحية الكيفية و إن طالت الغيبة و ضرب الزمان في البعد... ) .

قال الحجّة المنتظر عليه السّلام:

(كتب في جملة رسالة وجّهها إلى سفيره محمد بن عثمان رضوان اللّه عليه، يأمر شيعته بعدم الخوض في ما لا يعنيهم: )


[1] منتخب الأثر ص 291 بتفصيل.

[2] المهدي ص 175-176 بتفصيل.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست