responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 100

بالمعروف، و يتناهون عن المنكر، و يتواصون بالحق و يتواصون بالصبر، متيقّظين لأمور دينهم لأنهم محاسبون من لدنه على التقصير، فهو يعرف حالهم و ما هم عليه، و هم مطالبون بمعصية إمام زمانهم، تماما كما نرى العصبة السياسية أو العقائدية تترابط فيما بينها و لا تخرج على النظام الذي استنّته لنفسها بحضور أي مسؤول منها أو بغيابه، و في حال قربه أو بعده.. و جاء عنه عليه السّلام في جواب لأحد سفرائه: )

-إن دللتهم عن الاسم أذاعوه. و إن عرفوا المكان دلّوا عليه‌ [1] ..

(و كان قد كتب إلى سفيره الجليل: الحسين بن روح رضوان اللّه عليه في جملة كتاب كريم يبيّن فيه بعض أسباب الغيبة: ) -من بحث فقد طلب، و من طلب فقد دلّ، و من دلّ فقد أشاط [2] (أي هدر الدم) .

فممّا لا شك فيه أن كل سلطة تسهر على سلامة حالها، تطلب من يبحث عن المهديّ و يتصل به و يعرف مكانه فيجتمع إليه، و قد تعذّبه عذابا يضطر معه إلى أن يدل على مكان من هو مهيّأ لتقويض عرشها. و إذا دلّ عليه كان من المشركين لأنه يصير من المشتركين في قتل وصيّ من الأوصياء بما مهّد من قتله.. أقول هذا على سبيل شرح الشي‌ء العرفيّ العادي، و إن كانت غيبة إمامنا ليست كذلك، لأنه لا ينال و لا يصل إليه سيف الظالمين بقضاء سابق من اللّه عزّ و جلّ.

هذا ما عرفناه نقلا عن طريق هذه الصّفوة المختارة من الخلق.. فما الحكمة من غيابه في المنطق الآخر الذي قد يركن إليه بعض المتفلسفة المتحذلقة الّذين ما أدري أين طحت بهم عقولهم حين وعوا نزرا يسيرا من المعرفة، فصار الواحد منهم يقول: رأيي كذا.. و رأيي كذا؟!) .

ما الحكمة من غيابه؟

من المؤكّد أنه لم يستتر شخصه عن أبصار معاصريه إلاّ بتقدير من اللّه العزيز.. و اللّه عزّ اسمه، لا و لن يستشير أحدا من خلقه في ما يفعله، لأنه حكيم.


[1] الكافي م 1 ص 333.

[2] البحار ج 53 ص 196.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست