responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 96

-ليغيبنّ عنهم حتى يقول الجاهل: ما للّه في آل محمد حاجة! [1] . (و بعد ذكر هذا السبب-الذي هو التمييز و الغربلة-ذكر الإمام الصادق عليه السّلام قلّة النّصير في الشكوى التي لفظها أمام بعض أصحابه حين قال: )

و لكنّ من شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه، و لا شجاؤه بدنه، و لا يخاصم فينا واليا، و لا يجالس لنا عائبا، و لا يحدّث لنا ثالبا، و لا يحبّ لنا مبغضا، و لا يبغض لنا محبّا [2] .. (فالشيعي الحق الذي يتخلّق ببعض أخلاقهم، يكظم غيظه، و لا يبدي الشكوى لغير اللّه، و خصوصا حين يحسّ بالضعف و يرى قلّة النصير.. فمن أين لهم بالنصير الذي يرتفع صوته بالحق، و يسمع جهره به، و يقف في ساح معركة الحق و الباطل كي يحيي أمر اللّه أو يموت دونه؟!!) .

قال الإمام الكاظم عليه السّلام:

-له غيبة يطول أمدها، خوفا على نفسه من القتل، يرتد فيها قوم و يثبت آخرون‌ [3] . (و الخوف الذي تتحدث عنه الأخبار القدسية هو غير ما يتبادر إلى الأذهان الساذجة من معاني الخوف الأوّلية، بل هو ما يصدر عن صاحب وظيفة عظمى و مسؤولية كبرى من الخوف من تعريض نفسه إلى القتل قبل أن يأذن له اللّه تعالى الذي منحه هذه الوظيفة بشرطها و شروطها، فيكون كمن لم يمتثل أمر ربّه في واجبه المترتب عليه كلّيّة، و كمن يلقي بنفسه إلى التهلكة و يخرج عن خطّة ربّه التي قدّرها له بجميع ما يسبقها و يواكبها من تقديرات اللّه، و كمن يستبق موعد القيام بواجبه المحتوم عليه، فيصلّي الظهرين وقت الضحى أو يصلّي العشاءين قبل الغروب، أو يصوم شهر رمضان قبل حلول شهر رمضان ليستريح حين يصوم الناس!.

ذلك أنّ مسؤولية الإمام جسيمة تشبه مسؤولية الرسول الذي يصدع بأمر اللّه، فلا يتخطى قضاء اللّه تعالى ليرضي بعض أشياعه أو يستجيب لرغبات بعض المعترضين عليه فيشبع فضولهم حين يتصورون سهولة الخروج على أنظمة الدنيا


[1] البحار ج 52 ص 101.

[2] الغيبة للنعماني ص 108 و إلزام الناصب ص 81. و الوسائل م 11 ح 27 ص 150.

[3] إلزام الناصب ص 68.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست