responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 94

قال الإمام الصادق عليه السّلام:

-إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بدّ منها، لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، و وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج للّه تعالى ذكره، إنّ وجه الحكمة لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره، كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر من خرق السفينة و قتل الغلام و إقامة الجدار لموسى، إلاّ وقت افتراقهما.

و متى علمنا أنّه عزّ و جلّ حكيم، صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكيمة و إن كان وجهها غير منكشف لنا [1] .

(و قال: ) -إن للقائم غيبة قبل أن يقوم. إنه يخاف-و أومأ بيده إلى بطنه‌ [2] :

يعني القتل. (و لو لا الخوف من جهة، و ما كتمه الأئمة عنّا من جهة ثانية، لما ساغ له الغياب و اللّه تعالى يعصى في كل بقعة من بقاع الأرض، و لكان ينبغي له أن يخرج، و أن يتحمل المشاقّ و الأذى في سبيل إعادة الحق إلى نصابه، فإن منازل الأنبياء و الأوصياء لا تعظم إلاّ بتحمّل المشاقّ في سبيل اللّه، و غيابه الذي يعاني منه ما يعاني من الصعوبات، و انتظاره الذي ابتلي به منذ اثني عشر قرنا تقريبا، يلاقي منه ما يلاقي من الصبر المرّ، و مع ذلك يبقى في غيابه سرّ قضت به مشيئة اللّه، و حكمة لا يعلمها إلا اللّه و رسوله و أهل بيته كما يظهر من الحديث السالف، و لا يتسنّى لنا معرفة وجه الغياب أثناء الغيبة مهما أعملنا الفكر. ثم قال في مناسبة أخرى: )

-إن فرعون لمّا وقف على أن زوال ملكه على يد مولود من بني اسرائيل، أمر أصحابه بشقّ بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل، حتى قتل في طلبه نيّفا و عشرين ألف مولود!. و تعذّر عليه الوصول إلى قتل موسى بحفظ اللّه تبارك و تعالى. و كذلك بنو أمية و بنو العباس، لمّا وقفوا على زوال ملك الأمراء و الجبابرة منهم على يدي القائم منّا، ناصبوا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول اللّه و إبادة نسله، طمعا منهم بالوصول إلى قتل القائم!. فأبى اللّه أن يكشف أمره لواحد من الظلمة، وَ يَأْبَى اَللََّهُ إِلاََّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْكََافِرُونَ [3] . (ذاك أن أهل العهدين:


[1] البحار ج 52 ص 91 و إلزام الناصب ص 126.

[2] إلزام الناصب ص 80 و 85 و في مصادر كثيرة.

[3] التوبة-33 و الخبر في الكافي م 1 ص 337 و بشارة الإسلام ص 116 و ص 146 الحديث-

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست