اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 177
الناس عن الإسلام، و لكن قالوا: ما أسرعه!. و ما أقربه!. تألّفا لقلوب الناس، و تقريبا للفرج [1] . (أجل إنه ليقسو قلبي حين أعرف أن الحجة سيخرج بعد ألف سنة مثلا، فأيأس من لقائه شيئا ما، ثم يزيد ابني من بعدي يأسا، و يتزايد يأس حفيدي لذلك، فيبتدىء البعد عن الدين جيلا فجيلا.. أما بهذا الشكل فإني أهفو للّقاء الميمون، و يهفو إليه غيري، و نحسّ بأننا مطالبون بين يدي إمام يحاسب سيفه على التفريط، و محاسبون على التقصير، فنشعر بالمسؤولية و نتمسّك بعقيدتنا و نقوم بواجباتنا، و نرى هيبة الإمام مسيطرة علينا، فتستقيم أعمالنا و تحسن عبادتنا، و يتحسّن سلوكنا و معاملاتنا مع سائر الناس.. )
(و قد سأله بعض أصحابه يوما: ) من الخلف بعدك؟. قال: ابني عليّ، و ابنا عليّ-أي ابنه الهادي ثم ولداه: العسكريّ و الحجّة عليهم السّلام جميعا-ثم أطرق مليّا. ثم رفع رأسه ثم قال: إنها تكون حيرة؟!!فقيل له: فإذا كان ذلك فإلى أين؟. فسكت، ثم قال: لا إلى أين؟!. حتى قالها ثلاثا.. فأعيد عليه السؤال فقال: إلى المدينة. فقيل: أيّ المدن؟. فقال: مدينتنا هذه، و هل مدينة غيرها؟! [2] .
(فكلمة: لا إلى أين، تدلّ على صعوبة المهرب من الفتن في آخر الزمان -كما سترى-لشمول الفتن أطراف الدّنيا، و لقسوتها بحيث لا يراعي القائمون بها إلاّ و لا ذمّة و لا يرعون عهدا و لا ميثاقا، إذ لا رحمة في قلوبهم و لا شفقة عندهم!. هذا مضافا إلى أنه يلفت النظر إلى وجود الحجّة عجّل اللّه تعالى فرجه أثناء الفتن في مدينة جدّه الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) .
قال الإمام العسكري عليه السّلام:
و اللّه ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلاّ من يثبّته اللّه على القول بإمامته، و وفّقه للدعاء بتعجيل فرجه.. فقال له صاحبه الجليل أحمد بن إسحاق حين أراه الحجّة و الخلف من بعده، و أخبره بطول غيبته: يا ابن رسول اللّه، و إنّ غيبته