اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 172
الإنسانية، و هو انتظار ظهور السيد المسيح عليه السّلام من قبلهم منذ الوعد به حتى اليوم.. )
قال أمير المؤمنين عليه السّلام:
-يكون لغيبته حيرة يضلّ فيها أقوام و يهتدي آخرون، أولئك خيار الأمّة مع أبرار العترة [1] .
(و الذي نحن فيه اليوم كلّه من أمر الجاهلية، بل بعضه أحطّ من أمر الجاهلية الأولى. فقد حادت الأمة الإسلامية عن كتابها و سنة نبيّها، و من عصم اللّه و رحم فقليل ما هم.. و سنرى أن كل ما يأمرها به الإمام من الأحكام الدينية تراه جديدا عليها، يدل على ذلك ما نراه في إيران من الاحتجاج الصارخ على تحريم الخمور و تحريم السفور الوقح و مظاهر الخلاعة التي يحرّمها الإسلام!. -فقد ابتعدت الأمة الإسلامية عن قواعد الدين بعدا كبيرا يجعلها حريّة بقولك لنا يا سيّدي و قد قلت للمسلمين منذرا) :
-تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى. و بحقّ أقول: ليضعّفنّ عليكم التيه من بعدي باضطهادكم ولدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل!! [2] . (و ليس الضّعف هنا مقدار المثل أو المثلين، بل يعني الأكثر، لأن الضعف بلغة العرب زيادة غير محصورة أقلّها المثل. و عليه فلم يرد الإمام أن يقول: تاهت بنو إسرائيل أربعين سنة، و أنتم ستتيهون ثمانين، بل ستتيهون كثيرا) .
قال الإمام الباقر عليه السّلام:
-يخرج بعد غيبة و حيرة، لا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ اللّه ميثاقهم بولايتنا، و كتب في قلوبهم الإيمان و أيّدهم بروح منه [3] .. (ورد قريب منه عن الصادق و الرضا عليهما السّلام و ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام بلفظه.
[1] إلزام الناصب ص 55 و 81 و إعلام الورى ص 400 و الغيبة للطوسي ص 204 بلفظ آخر.