اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 101
لاََ يُسْئَلُ عَمََّا يَفْعَلُ، وَ هُمْ يُسْئَلُونَ[1] .. فلأمر ما، لا تدركه عقولنا ببداهة، كانت الغيبة، و كانت عن إرادة حكيم لا شك أن في تقديره حكمة لا تنالها الأفهام القاصرة، و لا تتناول سرّها الأذهان المحدودة ضمن هذه الجمجمة العظميّة الصّلبة، و سينكشف سرّها يوم الظهور المبارك، فنقول للمؤمن:
تعبّد بها أصلا من أصول عقيدتك، كالمسح على الرأس و القدمين حين الوضوء، فلا هو غسل فنظافة، و لا هو واضح السبب كبقية الأجزاء.. فارض بما في يديك من البراهين المأثورة عن طرق السماء التي أنزلت العقيدة بأصولها و جزئياتها كما هي و دون مشاركة اللّه في علمه.. و نقول للذي يعتمد الفكر، و يريد أن يحلّل أسباب الغيبة زيادة عمّا سبق و عما يلحق:
فلسفها برأيك.. كيف شاء فهمك و إدراكك، و بالشكل الذي تطمئن إليه نفسك، و يركن إليه عقلك و يتيسّر به اقتناعك..
و لكن إيّاك و تعجّل الأمر و البتّ.. و إيّاك و إنكارها و القطع قبل أن تنظر في سير السابقين و الغابرين!. فإنّ في ما مضى دروسا جدّ مفيدة في تحقيق ما يقع، حتى لكأنّ الذي يضرب صفحا عن الماضي و ينكره و يتنكّر إليه، يعمل فكره في المجهول، و يتخبّط في سراه كما تتخبّط الناقة العشواء في الليلة الظلماء.. فقس يومك على البارحة.. و اعرض خطة سيرك على محكّ الفكر المستنير الذي يستفيد من سير الماضين، و خذ درسا عن غيرك مستفيدا ممن تورّط فهلك، و ممن أحكم فنجح، وزد على ذلك من مبتدعات ذهنك الخلاّق ما شاءت لك عبقريتك الفذّة... ثم نقول لمن يطلب المثل:
أولم يستتر نبيّنا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في شعب أبي طالب ثلاث سنوات [2] يخاف على نفسه مردة قريش و جبابرتها، يحميه عمّه أبو طالب، شيخ الأبطح و سيد الهاشميين عليه السّلام؟!.
أولم يستتر قبلها في غار حراء، محافظة على نفسه و رسالته، و هربا ممن كان