238 [1] وَ أُتِىَ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِخِوَانِ فَالُوذَجٍ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَ نَظَرَ إِلَى صَفَائِهِ وَ حُسْنِهِ، فَوَجَأَ بِإِصْبَعِهِ فِيهِ حَتَّى بَلَغَ [2] أَسْفَلَهُ ثُمَّ سَلَّهَا، وَ لَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئاً وَ تَلَمَّصَ [3] إِصْبَعِهِ، وَ قَالَ: إِنَّ الْحَلَالَ طَيِّبٌ وَ مَا هُوَ بِحَرَامٍ، وَ لَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي مَا لَمْ أُعَوِّدْهَا، ارْفَعُوهُ عَنِّي [4] فَرَفَعُوهُ.
239 [5] وَ رُوِيَ: أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: مُدُّوا أَيْدِيَكُمْ، فَمَدُّوا أَيْدِيَهُمْ وَ مَدَّ يَدَهُ، ثُمَّ قَبَضَهَا وَ قَالَ: إِنِّي ذَكَرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله) لَمْ يَأْكُلْهُ [6] فَكَرِهْتُ أَكْلَهُ.
240 [7] وَ رُوِيَ: أَنَّهُ كَانَ لَا يُنْخَلُ [8] لَهُ طَعَامٌ، وَ قَالَ: بِأَبِي وَ أُمِّي مَنْ لَمْ يُنْخَلْ لَهُ طَعَامٌ وَ لَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الْبُرِّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ، وَ كَانَ يَجْعَلُ جَرِيشَ الشَّعِيرِ فِي وِعَاءٍ وَ يَخْتِمُ عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَخَافُ هَذَيْنِ الْوَلَدَيْنِ أَنْ [9] يَجْعَلَا فِيهِ شَيْئاً مِنْ زَيْتٍ أَوْ سَمْنٍ.
241 [10] 4- قَالَ الصَّادِقُ (عليه السلام): لَا تَدَعُوا آنِيَتَكُمْ بِغَيْرِ غِطَاءٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا لَمْ تُغَطَّ الْآنِيَةُ بَزَقَ فِيهَا، وَ أَخَذَ مِمَّا فِيهَا مَا شَاءَ.
242 [11] 5- دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْبَاقِرِ (عليه السلام) فَقَدِمَ إِلَيْهِ عِنَباً، فَقَالَ: حَبَّةً حَبَّةً يَأْكُلُهُ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَ الطِّفْلُ الصَّغِيرُ، وَ ثَلَاثَةً وَ أَرْبَعَةً مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ لَا يَشْبَعُ، وَ كُلْ حَبَّتَيْنِ حَبَّتَيْنِ فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ.
[1] الوسائل 16: 508/ 4.
[2] ليس في رض و ج 2.
[3] ليس في رض و ج 2.
[4] لمص الشيء: لطعه بإصبعه كالعسل، و اللّمص: الفالوذ (اللسان: لمص)، و في الوسائل و المحاسن: تلمّظ: و هو تتبّع الطّعم و التذوّق (اللسان: لمظ).
[5] الوسائل 16: 508/ 5.
[6] الأصل: لم يأكل.
[7] الوسائل 16: 509/ 8 و 9.
[8] نخل الشيء: صفّاه و اختاره، و كلّ ما صفّي ليعزل لبابه (اللسان: نخل).
[9] رض و ج 2: بأن.
[10] الوسائل 16: 510/ 1.
[11] الوسائل 16: 523/ 1.