responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 309

الشعب أم أبو بكر؟ و قد ذكر هو حاله يومئذ فقال في خطبة له مشهورة: فتعاقدوا ألا يعاملونا و لا يناكحونا و أوقدت الحرب علينا نيرانها و اضطرونا إلى جبل وعر مؤمننا يرجو الثواب و كافرنا يحامي عن الأصل، و لقد كانت القبائل كلها اجتمعت عليهم و قطعوا عنهم المارة و الميرة فكانوا يتوقعون الموت جوعا صباحا و مساء لا يرون وجها و لا فرجا قد اضمحل عزمهم و انقطع رجاؤهم‌ [1].

و قال أبو جعفر (أي الاسكافي): لا أشك أن الباطل خان أبا عثمان (أي الجاحظ) و الخطأ أقعده و الخذلان أصاره إلى الحيرة، فما علم و عرف حتى قال ما قال، فزعم أن عليا (عليه السلام) قبل الهجرة لم يمتحن و لم يكابد المشاق و أنه إنما قاسى مشاق التكليف و محن الابتلاء منذ يوم بدر، و نسي الحصار في الشعب و ما مني به منه، و أبو بكر وادع رافه يأكل مع من يريد و يجلس مع من يحب مخلى سربه طيبة نفسه ساكنا قلبه و علي (عليه السلام) يقاسي الغمرات و يكابد الأهوال و يجوع و يظمأ و يتوقع القتل صباحا و مساء، لأنه كان هو المتوصل المحتال في إحضار قوت زهيد من شيوخ قريش و عقلائها سرا ليقيم به رمق رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) و بني هاشم و هم في الحصار، و لا يأمن في كل وقت مفاجأة أعداء رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) له بالقتل كأبي جهل بن هشام و عقبة بن أبي معيط و الوليد بن مغيرة و عتبة بن ربيعة و غيرهم من فراعنة قريش و جبابرتها، و لقد كان يجيع نفسه و يطعم رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) زاده و يظمئ نفسه و يسقيه ماءه، و هو كان المعلل له إذا مرض و المؤنس له إذا استوحش و أبو بكر بنجوة عن ذلك لا يمسه مما يمسهم ألم و لا يلحقه مما يلحقهم مشقة و لا يعلم بشي‌ء من أخبارهم و أحوالهم الا على سبيل الإجمال دون التفصيل، ثلاث سنين محرمة معاملتهم و مناكحتهم و مجالستهم محبوسين محصورين ممنوعين من الخروج و التصرف في أنفسهم، فكيف أهمل الجاحظ هذه الفضيلة و نسي هذه الخصيصة و لا نظير لها- انتهى‌ [2].

هذه من علاه إحدى المعالي‌ * * * و على هذه فقس ما سواها


[1] شرح نهج البلاغة 13/ 254.

[2] شرح نهج البلاغة 13/ 256- 257.

اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست