اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 308
فأنت أخو السبطين في يوم مفخر * * * و في يوم بذل الماء أنت أبو الفضل
و قال الشيخ ابن نما في ذلك:
حقيقا بالبكاء عليه حزنا * * * أبو الفضل الذي واسى أخاه
و جاهد كل كفار ظلوم * * * و قابل من ضلالهم هداه
فداه بنفسه للّه حتى * * * تفرق من شجاعته عداه
و جادله على ظمأ بماء * * * و كان رضا أخيه مبتغاه [1]
أقول: سرى البرق من نجد فجدد تذكاري، لما ذكرت مواساة سيدنا العباس لأخيه و سيده الحسين (صلوات الله عليه)، بلغ بخاطري أن أذكر قضية واحدة من مواساة والده أمير المؤمنين لأخيه و ابن عمه رسول اللّه صلى اللّه عليهما و آلهما لتكون زينة للكتاب وعدة ليوم الحساب.
قال الجاحظ في كتاب العثمانية بنقل ابن أبي الحديد عنه: و كان أبو بكر من المفتونين المعذبين بمكة قبل الهجرة- إلى أن قال- و علي بن أبي طالب كان رافها وادعا ليس بمطلوب و لا طالب- الخ.
قال أبو جعفر الاسكافي في رده ما ملخصه: انا قد بينا بالأخبار الصحيحة و الحديث المرفوع المسند أنه (أي عليا) كان يوم أسلم بالغا كاملا منابذا بلسانه و قلبه لمشركي قريش ثقيلا على قلوبهم، و هو المخصوص دون أبي بكر بالحصار في الشعب و صاحب الخلوات برسول اللّه (صلى الله عليه و آله) في تلك الظلمات المتجرع لغصص المرار من أبي لهب و أبي جهل و غيرهما و المصطلى لكل مكروه و الشريك لنبيّه في كل أذى، قد نهض بالحمل الثقيل و بان بالأمر الجليل، و من الذي كان يخرج ليلا من الشعب على هيئة السارق يخفي نفسه و يضائل شخصه حتى يأتي إلى من يبعثه إليه أبو طالب من كبراء قريش كمطعم بن عدي و غيره فيحمل لبني هاشم على ظهره أعدال الدقيق و القمح و هو على أشد خوف من أعدائهم كأبي جهل و غيره لو ظفروا به لأراقوا دمه، أ علي كان يفعل ذلك أيام الحصار في