responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 182

إبراهيم أني ما أخذت زيادة عليك، ثم حمل إليه ما أخذه لنفسه، فلم يرض فخرج على المختار و نقض عهده و أغار على سواد الكوفة فنهب القرى و قتل العمال و أخذ الأموال و مضى إلى البصرة إلى مصعب بن الزبير، و أرسل المختار إلى داره فهدمها [1]. ثم إن عبيد اللّه بقي متأسفا على ما فاته كيف لم يكن من أصحاب الحسين (عليه السلام) في نصرته و لا من أشياع المختار و جماعته، و في ذلك يقول: [2]

و لما دعا المختار للثار أقبلت‌ * * * كتائب من أشياع آل محمد

و قد لبسوا فوق الدروع قلوبهم‌ * * * و خاضوا بحار الموت في كل مشهد

هم نصروا سبط النبي و رهطه‌ * * * و دانوا بأخذ الثار من كل ملحد

ففازوا بجنات النعيم و طيبها * * * و ذلك خير من لجين و عسجد

و لو أنني يوم الهياج لدى الوغى‌ * * * لأعملت حد المشرفي المهند

فوا أسفا إن لم أكن من حماته‌ * * * فأقتل فيهم كل باغ و معتد [3]

قلت: و بالجملة فالرجل عندي صحيح الاعتقاد سيئ العمل، فقد خذل الحسين (عليه السلام) كما سمعت فقال له ما قال، ثم فعل يوم المختار ما فعل ثم أخذ يتأسف و يتلهف. نعوذ باللّه من الخذلان.

و العجب من النجاشي «ره» كيف يعد هذا الرجل من سلفنا الصالح و يعتني به و يصدر كتابه بذكره، مع هذا و إني لأرجو من حيوة (حنو خ ل) الحسين (عليه السلام) و تعطفه عليه بأمره و أمره بالفرار حتى لا يسمع الواعية فيكبه اللّه على منخره في النار أن يكون شفيعه إلى اللّه يوم القرار. هذا مع ما لحقه من شدة الأسف و الحزن و الندم على ما فات منه و سلف، و اللّه أعلم بحقيقة حاله و مآله. انتهى كلام‌


[1] رسالة شرح الثار ص 34- 35، راجع البحار 45/ 379- 380.

[2] هذه الأشعار لابن نما «قده»، قال في رسالة أخذ الثأر: و في هذا المعنى قلت هذه الأبيات «منه».

[3] رسالة شرح الثار ص 23.

اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست