و قال الشيخ جعفر بن محمد بن نما «ره» في رسالة شرح الثار في أحوال المختار: أن عبيد اللّه بن الحر بن المجمع بن خزيم الجعفي كان من أشراف الكوفة، و كان قد قدم (عليه ظ) الحسين (عليه السلام) و ندبه إلى الخروج معه فلم يفعل، ثم تداخله الندم حتى كادت نفسه تفيض، فقال «فيا لك حسرة ما دمت حيا» الأبيات [3].
ثم قال: و ذكر له هذه الأبيات و هي مشهورة:
تبيت النشاوى من أمية نوما * * * و بالطف قتلى ما ينام حميمها
و ما ضيع الإسلام إلا قبيلة * * * تأمر نوكاها و دام نعيمها
و أضحت قناة الدين في كف ظالم * * * إذا اعوج منها جانب لا يقيمها
فأقسمت لا تنفك نفسي حزينة * * * و عيني تبكي لا يجف سجومها
حياتي أو تلقى أمية خزية * * * يذل لها حتى الممات قرومها [4]
ثم ذكر أن عبيد اللّه بن الحر صار مع المختار و خرج مع إبراهيم بن الأشتر إلى حرب عبيد اللّه بن زياد، و ابن الأشتر كاره لخروجه معه و أنه قال للمختار:
أخاف أن يغدر بي وقت الحاجة. فقال له المختار: أحسن إليه و املأ عينه بالمال.
و إن إبراهيم خرج و معه عبيد اللّه بن الحر حتى نزل (تكريت ظ) و أمر بجباية خراجها ففرقه و بعث إلى عبيد اللّه بن الحر بخمسة آلاف درهم، فغضب فقال:
أنت أخذت لنفسك عشرة آلاف درهم و ما كان الحر (للحر ظ) دون مالك، فحلف