اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 179
الحر، ثم جاءه بعد أيام حتى دخل عليه فقال: أين كنت يا بن الحر؟ قال: كنت مريضا. قال: مريض القلب أو مريض البدن؟ قال: أما قلبي فلم يمرض و أما بدني فقد منّ اللّه علي بالعافية. فقال له ابن زياد: كذبت و لكنك كنت مع عدونا. قال:
لو كنت مع عدوك لرأى مكاني و ما كان مثل مكاني يخفى. قال: و غفل عنه ابن زياد غفلة فخرج ابن الحر فقعد على فرسه، فقال ابن زياد: أين ابن الحر؟ قالوا: خرج الساعة. قال: علي به، فأحضرت الشرط فقالوا: أجب الأمير. فدفع فرسه ثم قال: أبلغوه أني لا آتيه و اللّه طائعا أبدا.
ثم خرج حتى أتى منزل أحمر بن زياد الطائي فاجتمع إليه في منزله أصحابه، ثم خرج حتى أتى كربلا فنظر إلى مصارع القوم، فاستغفر لهم هو و أصحابه ثم مضى حتى نزل المدائن و قال في ذلك:
يقول أمير غادر و ابن غادر * * * الا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة
فيا ندمي أ لا أكون نصرته * * * ألا كل نفس لا تسدد نادمة [1]
و هي أبيات تخبر عن ندامته على قعوده عن نصرة الحسين (عليه السلام)، و ستجيء هذه الأبيات في أواخر الكتاب في الفصل الذي نذكر فيه المراثي.
و حكي أيضا أنه كان يضرب يده على الأخرى و يقول ما فعلت بنفسي، و أنشأ يقول:
فيا لك حسرة ما دمت حيا * * * تردد بين صدري و التراقي
حسين حين يطلب نصر مثلي [2] * * * على أهل الضلالة و النفاق [3]
غداة يقول لي بالقصر قولا * * * أ تتركنا و تزمع بالفراق
و لو أني أواسيه بنفسي * * * لنلت كرامة يوم التلاق
مع ابن المصطفى نفسي فداه * * * تولى ثم ودع بانطلاق