اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 108
و أشرف به على موضع الحذائين [1] فضربت عنقه، و كان الذي ضربه مسلم، ثم أتبع رأسه جسده. فلما نزل بكير قال له ابن زياد: ما كان يقول و أنتم تصعدون به؟
قال: كان يسبح اللّه و يستغفر، فلما قتلته قلت له: ادن مني الحمد للّه الذي أمكن منك و أقادني منك. فضربته ضربة لم تغن شيئا. فقال: أ ما ترى في خدش تخدشنيه وقاء من دمك أيها العبد. فقال ابن زياد: و فخرا عند الموت! قال: ثم ضربته الثانية فقتلته [2].
و قال الطبري: فأصعد إلى القصر فضربت عنقه [3] و القي بجثته إلى الناس، و أمر بهانىء فسحب إلى الكناسة فصلب هنالك [4].
و قال المسعودي: فضرب بكير الأحمري عنقه- أي عنق مسلم- فأهوى رأسه إلى الأرض، ثم اتبعوا رأسه جسده، ثم أمر بهانىء بن عروة فأخرج إلى السوق فضرب عنقه صبرا و هو يصيح يا آل مراد و هو شيخها و زعيمها و هو يومئذ يركب في أربعة آلاف دارع و ثمانية آلاف راجل، و إذا أجابتها أحلافها من كندة و غيرها كان في ثلاثين ألف دارع، فلم يجد زعيمهم منهم أحدا فشلا و خذلانا [5].
و قال الشيخ المفيد (رحمه الله): و قام محمد بن الأشعث إلى عبيد اللّه بن زياد فكلمه في هانئ بن عروة فقال: إنك قد عرفت منزلة هانئ في المصر و بيته في العشيرة، و قد علم قومه أني و صاحبي سقناه إليك، فأنشدك اللّه لما و هبته لي فإني أكره عداوة المصر و أهله. فوعده أن يفعل ثم بدا له و أمر بهانىء في الحال فقال:
أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه. فأخرج هانئ حتى انتهي به مكانا من السوق كان يباع فيه الغنم و هو مكتوف، فجعل يقول: وا مذحجاه و لا مذحج لي اليوم يا
[1] و في تاريخ الطبري مكان الحذائين الجزارين اليوم «منه».