responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 107

على ابن عمك. قال: هو أعظم من ذلك. قال: و ما هو؟ قال: قال لي: إن حسينا أقبل و هم تسعون إنسانا من بين رجل و امرأة فارددهم و اكتب إليه بما أصابني. فقال له ابن زياد: أما و اللّه إذا دللت عليه لا يقاتله أحد غيرك- انتهى‌ [1].

و قيل: إنه قال: و أما جثته فإنا إذا قتلناه لا نبالي ما صنع بها. ثم قال لمسلم يا ابن عقيل أتيت الناس و أمرهم جميع و كلمتهم واحدة لتشتت فيهم و تفرق كلمتهم. فقال: كلا و لكن أهل هذا المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم و سفك دماءهم و عمل فيهم أعمال كسرى و قيصر، فأتيناهم لنأمر بالعدل و ندعو إلى حكم الكتاب و السنة. فقال: ما أنت و ذاك يا فاسق، أ لم يكن تعمل بذلك فيهم إذ أنت تشرب الخمر بالمدينة. قال: انا أشرب الخمر؟ و اللّه إن اللّه يعلم أنك غير صادق و إني لست كما ذكرت، و أن أحق الناس بشرب الخمر من يلغ في دماء المسلمين فيقتل النفس التي حرم اللّه قتلها على الغضب و العداوة، و هو يلهو و يلعب كأنه لم يصنع شيئا. فقال له ابن زياد قتلني اللّه إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام. قال: أما أنك أحق من أحدث في الإسلام ما ليس فيه، أما أنك لا تدع سوء القتلة و قبح المثلة و خبث السيرة و لؤم الغلبة و لا أحد لأحد من الناس أحق بها منك. فشتمه ابن زياد و شتم الحسين و عليا و عقيلا (عليهم السلام)، فلم يكلمه مسلم‌ [2].

و قال المسعودي: فلما انقضى كلامه و مسلم يغلظ له في الجواب أمر به فأصعد إلى أعلى القصر، ثم دعا الأحمري الذي ضربه مسلم فقال: كن أنت الذي تضرب عنقه لتأخذ بثارك من ضربته‌ [3].

و قال الجزري: فقال مسلم لابن الأشعث: و اللّه لو لا أمانك ما استسلمت قم بسيفك دوني فقد أخفرت ذمتك‌ [4]. فأصعد مسلم فوق القصر و هو يستغفر و يسبح‌


[1] العقد الفريد 4/ 379.

[2] راجع الكامل 4/ 34، الارشاد: 198، الطبري 7/ 267، مقاتل الطالبيين: 106- 107.

[3] مروج الذهب 3/ 59.

[4] أي نقض عهدك «منه».

اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست