responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 385

فصل عود على بدء في معنى الهدى‌

فإن سأل سائل فقال: ما معنى قوله: إِنَّكَ لاََ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [1] .

قيل له: معنى ذلك إنّك لا تنجي من العذاب من أحببت؛ لأنّ النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم كان حريصا على نجاة أقاربه بل كلّ من دعاه.

فإن قيل: فلم زعمتم أنّ هذا هو تأويل الآية؟قيل له: لمّا كان اللّه قد هداهم بأن دلّهم على الإيمان، علمنا أنّه لم يهدهم بهدى الثواب، و قد بيّن اللّه تعالى أنّ الهدى بمعنى الدليل قد هداهم به، فقال: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ اَلظَّنَّ وَ مََا تَهْوَى اَلْأَنْفُسُ وَ لَقَدْ جََاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ اَلْهُدى‌ََ [2] يعني الدلالة و البيان.

فإن قيل: فما معنى قوله‌ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدََاهُمْ وَ لََكِنَّ اَللََّهَ يَهْدِي مَنْ يَشََاءُ؟ [3] قيل له: إنّما أراد به ليس عليك نجاتهم، ما عليك إلاّ البلاغ و لكن اللّه ينجي من يشاء.

فإن قيل: فلم قلتم هذا؟قيل له: لمّا أخبر اللّه تعالى أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم قد هدى الكافر فقال: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‌ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ [4] و إنّما يريد إنّك تدلّ، فلمّا كان قد دلّ المؤمن و الكافر كان قد هدى الكافر و المؤمن، فعلمنا أنّه أراد بهذه الآية هدى الثواب و النجاة، فقس على ما ذكرناه جميع ما يسأل عنه من أمثال هذه الآية.

باب الكلام في الارادة و حقيقتها

فإن سأل سائل فقال: أتقولون: إنّ اللّه تعالى أراد الإيمان من جميع الخلق المأمورين و المنهيين أو أراد ذلك من بعضهم دون بعض؟قيل له: بل أراد ذلك


[1] سورة القصص، الآية: 56.

[2] سورة النجم، الآية: 23.

[3] سورة البقرة، الآية: 272.

[4] سورة الشورى، الآية: 52.

اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 385
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست